يصاب الكثير منا بالمشاكل الصحية المؤلمة ومن ضمنها ألم الرقبة الظهر، ولكن يعتبر هذا الألم هو الأكثر انتشارًا لدى كبار السن وذلك لأن هشاشة العظام تبدأ في نخر أجسادهم وبالتالي تصبح هشه لا تقدر على تحمل ما كانت تتحمله سابقًا، وهشاشة العظام تلك تعني ظهور ثقوب وفتحات في عظام الإنسان ككل ولكنها تنتشر بصورة أكبر في عظام الظهر، وتبدأ بالظهور في المرحلة العمرية المتقدمة لأن الكلسيوم الموجود بالجسم وهو المسئول عن كفاءة تلك العظام يكون في حالة مندثرة وقليلة للغاية، وهنا لابد من تعويض الجسم بذلك الكلسيوم عن طريق الطعام الذي نتناوله ومن أشهر الأطعمة التي يتواجد بها الكلسيوم بغزارة هي الألبان ومشتقاتها من الجبن والزبادي والزبدة، ولا تعد هشاشة العظام وحدها هي المسئولة عن ألم الرقبة والظهر فتوجد بعض الأسباب الأخرى مثل الانزلاق الغضروفي، والتهاب المفاصل والسحايا، أو اعتلال الجذور، أو الإصابة بأحد الأورام، ونحن في مقالنا هذا سوف نتعرف على أهم الأسباب التي تؤدي لحدوث ألم الرقبة والظهر، فتابعوا معنا.
ألم الرقبة نتيجة الإصابة بمرض هشاشة العظام
أولى الأسباب التي تؤدي لحدوث آلم الرقبة والظهر لكبار السن هو الإصابة بمرض هشاشة العظام، حيث أن هذا المرض هو الأكثر انتشارًا لدى من تقدموا بالعمر فمن ضمن مائة امرأة يوجد خمسين منهم يعانون من هشاشة العظام، ومن ضمن مائة رجل يوجد ثلاثين منهم يعانون من مشكلة هشاشة العظام، وهشاشة العظام تلك عبارة عن ثقوب وفتحات صغيرة تحدث بعظام الجسم ككل ولكنها تزداد في منطقة والرقبة بصورة أكبر، ويحدث ذلك مع تقدم العمر لأن الإنسان بعد تخطي العام الأربعين له يبدأ الجسم في تقليل مستويات الكلسيوم التي يفرزها في الدم، ويحتاج لتعويضها عن طريق الأطعمة الخارجية، حيث أن الجسم يحتاج لما يتراوح بين الألف إلى ألف وثلاثمائة ملي غرام من الكلسيوم يوميًا، ولن يستطيع الجسم إفراز تلك الكمية وحده فهنا نحتاج لبعض الأطعمة المليئة بالكلسيوم لاستكمال تلك النسبة.
ومن أشهر الأطعمة المليئة بالكلسيوم هو اللبن ومشتقاته العديدة مثل الزبادي والزبدة والجبن، وأيضًا السمك والخضروات الورقية والتين والمكسرات، ومن الأعراض التي تظهر عند الإصابة بهشاشة العظام هو الإحساس بالألم الشديد عن التعرض لأي صدمة ولو بسيطة حيث أن العظام في هذه المرحلة تكون أكثر عرضة للتورم والوجع، ولذا تعتبر مشكلة ألم الرقبة والظهر هي نتيجة للإصابة بمرض هشاشة العظام في المراحل المتقدمة من العمر.
الجلوس والنوم بوضعية خاطئة
من الأسباب التي ينشأ عنها ظهور مشكلة ألم الرقبة والظهر هو الجلوس والنوم بوضعيات خاطئة لمدة طويلة من الوقت، حيث أن الأشخاص الذين ينامون على وسادة مرتفعة بعض الشيء أو ينامون على بطنهم هم الأكثر عرضة للإصابة بألم الرقبة والظهر، وذلك لأن هذه الوضعية من النوم خاطئة جدًا وتتسبب في حدوث تشنجات للرقبة، وقد ذكر الأطباء أن أفضل وضعيات النوم هي النوم على الجنب وبالأخص الأيمن والنوم على الظهر أيضًا، بجانب استخدام وسادات غير مرتفعة لكي تريح الرأس ولا تتسبب في حدوث أي شيء له، وما عدا ذلك فهو يعتبر مسبب خطير لمشكلة ألم الرقبة والظهر ويجب تجنب هذه الوضعيات في الحال.
هذا بجانب أن بعض الإحصائيات الطبية قد أظهرت أن عدد ساعات النوم اليومي له تأثير هام على التأثر بمشكلة ألم الرقبة والظهر، حيث أنه لابد من النوم ست إلى ثماني ساعات يوميًا وما عدا عن ذلك قهو له تأثير ضار على صحة الإنسان، وأما عن الجلوس بوضعيات خاطئة فهو أمر مؤثر جدًا على الظهر ويجب مراعاة عدم انحناء الظهر كثيرًا، وعدم الاحتفاظ بوضعية واحدة لفترة طويلة من الوقت، وذلك حفاظًا على سلامة الإنسان من الإصابة بأي مشكلة سواء ألم الرقبة والظهر أو غيرها من الأمراض والمشاكل العديدة.
ظهور التهابات في مفاصل الظهر
تظهر مشكلة التهابات مفاصل الظهر عند كبار السن بصورة كبيرة وهي لها تأثير كبير على ظهور مشكلة ألم الرقبة والظهر وخاصة الظهر بصورة أكبر، والمفاصل المعرضة للالتهاب ككل هي أسفل الظهر والركبتين واليدين والرجلين، ما يعنينا هنا هو أسفل الظهر لأن تأثيره يبدأ من الأسفل ثم يستمر في الصعود حتى يصل إلى الرقبة، وتبدأ المشكلة في المنطقة المحيطة بالعمود الفقري من الأسفل فيحدث التهاب في المفصل وخشونة في بعض الأحيان، ثم يتطور الأمر للانتفاخ وعدم قدرة الإنسان على التحرك بصورة سليمة، فالظهر يحدث به ألم شديد للغاية يمنعه من التحرك أو ممارسة أي مهمة من المهام اليومية.
وهنا يتوجب على الشخص المصاب الذهاب إلى طبيب العظام سريعًا للكشف وتشخيص الحالة ومعرفة ما أسباب المشكلة وكيفية القضاء عليها سريعًا، ومن الممكن المساعدة في معالجة هذه المشكلة عن طريق الاسترخاء وعدم بذل أي مجهود، مع تحريك الجسم في المنزل بضعة حركات بسيطة لكي يحدث ليونة في الظهر، ومن الممكن وضع كمادات دافئة على مكان الإصابة.
ألم الرقبة والظهر نتيجة تمزق العضلات أو إجهادها
من المشكلات الخطيرة التي تؤدي لظهور ألم الرقبة والظهور هو تمزق العضلات وإجهادها وهو ما يسمى بالعامية الشد العضلي، ويحدث هذا التمزق نتيجة التعرض لأحد المهام أو الرياضات المجهدة والتي تستلزم مجهود كبير من قبل الإنسان، فمثلا الشباب يصابون بهذا التمزق عند ممارسة رياضة كمال الأجسام أو كرة القدم، ويأتي الشد أثناء ممارسة رياضة كرة القدم في منطقة القدمين، أما أثناء ممارسة رياضة كمال الأجسام يأتي التمزق أو الشد في عضلات الظهر وهو ما نتكلم عنه الآن، أما كبار السن فعادة ما يأتي بسبب التأثير الجانبي لأحد الأدوية التي يتناولونها، أو حدوث نقص كبير في كمية الكلسيوم الموجود بالدم، أو حدوث خلل في عملية التمثيل الغذائي والأيض وخاصة لمن يعانون من مرض السكري.
ويتوجب على كبار السن لتفادي تلك المشكلة عدم ممارسة أي مجهود بدني قوي يتخطى مقدرتهم البدنية، بجانب الاسترخاء والنوم لفترة كافية حتى يرتاح الجسم، والفترة الزمنية الجيدة للنوم من الساعة الحادية عشر إلى السادسة أو السابعة صباحًا، وإذا ظهرت تلك المشكلة فمن الممكن جلب بعض أوراق الزنجبيل ووضعها في لفافة من القماش، ثم وضعها ككمدات على مكان الإصابة بالتمزق العضلي، وإذا استمر ألم الرقبة والظهر لفترة طويلة فيتوجب علينا الذهاب لطبيب العظام للكشف على الحالة وإعطاء الدواء المناسب لها.
ختامًا
في الأخير يجب أن تعرف أن مشكلة ألم الرقبة والظهر هي نتيجة للكثير من المشاكل والأمراض الأخرى، ولذا يتوجب عليك قراءة هذا المقال جيدًا لمعرفة الأسباب الرئيسية التي تؤدي لحدوث تلك المشكلة لتجنبها قبل الوقوع بها، مع معرفة الحلول السريعة لتدارك الأمر قبل فوات الأون، لذا فمقولة الوقاية خير من العلاج هي الطريقة الأمثل لمواجهة هذه الأمراض.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
الكاتب: أحمد علي