تصنع أكياس البلاستيك من مواد عضوية قد تكون النفط الخام أو الغاز الطبيعي أو الفحم والسليلوز، ومن أهم خصائص البلاستيك أنه قابل للضغط والتشكل في صور متعددة، ويتكون البلاستيك من البوليمرات وهي وحدات كبيرة الحجم، وتتكون من وحدات أصغر حجما تعرف بالمونيمرات، ومن مزايا البلاستيك أنه منخفض التكلفة، ويقاوم الماء والمركبات الكيميائية، وخفيف الوزن ومرن، ويمكن صناعة الأكياس من البلاستيك، ليتم استخدامها في صور متعددة، مثل أكياس تغليف الطعام، و أكياس المهملات، و أكياس تستخدم في حمل الطعام أو الملابس، وغيرهم من الاستخدامات المتعددة للأكياس البلاستيكية المختلفة، وعلى الرغم من ذلك فإننا نجد عداء شديد من ناحية علماء البيئة وجمعيات الحفاظ على البيئة، وينادي الكثيرون بضرورة وجود بديل عن الأكياس البلاستيكية في الحياة اليومية، ويعتمدون في ذلك على الأضرار الجسيمة التي تنتج عن استخدام أكياس البلاستيك في كافة الأماكن والمحلات والمنازل، وفي هذا المقال نوضح سبب هذا العداء والأضرار الناتجة عن استخدام البلاستيك ونبذة عن تاريخه.
تاريخ البلاستيك
في عام 1839م اكتشف العالم تشارلز جوديير بالصدفة عملية تعرف باسم الفلكنة، وذلك عند خلط الكبريت مع المطاط الطبيعي عند تسخينه، ليصير بذلك أكثر مرونة، وأكثر قابلية للتشكل. وعام 1846م تم اكتشاف بوليمر النيتروسليلوز على يد العالم السويسري تشارلز شونبين، ويتكون هذا البوليمر نتيجة حدوث التفاعل بين القطن وخليط حمض النيتريك مع حمض الكبريتيك. وعام 1870م اكتشف العالم جون هيات بوليمر البلاستيك المعروف باسم السيلولويد كناتج تفاعل الكافور مع نترات السليلوز، فاستخدم هذا البوليمر في إنتاج أفلام التصوير الفوتوغرافي، وكرات البلياردو، وعام 1909م صنع العالم ليو بايكلاند بوليمر صناعي أطلق عليه اسم باكلايت، ونتج هذا البوليمر نتيجة التفاعل بين الفينول والفورمالدهيد، واستخدم في صناعة الكثير من المنتجات المقاومة للحرارة العالية والكهرباء، وذلك لإمكانية صبه في قوالب متنوعة الأشكال، فيدخل في صناعة المقابض والهواتف وقطع الأثاث والمجوهرات وقطع غيار السيارات، وكان اكتشاف الباكلايت ممهدا لاكتشاف مجموعة كاملة من البلاستيك المعروفة باسم راتنجات الفينول.
في ثلاثينات القرن العشرين اكتشف والاس كاروثرز أن تفاعل حمض الأديبيك مع نوع معين من المونمرات يعرف باسم الديامينوهكسان يؤدي إلى إنتاج نوع جديد من البلاستيك أطلق عليه النايلون، ويتكون النايلون من ألياف قوية وزنها خفيفة، ملائمة لصناعة الملابس والخيام والحبال والحقائب، وبمرور الزمن تمكن الكيميائيون من إنتاج المواد البلاستيكية المحسنة مثل: الفينيل، البولي إيثلين، البوليسترين، الداكرون، الستايروفوم.
أنواع البلاستيك
هناك نوعتن رئيسيان من البلاستيك، هما:
البلاستيك الصلب بالحرارة
وهذا البلاستيك يحتفظ بشكله ولا يمكن إعادة تشكيله من جديد أو تسخينه، ويدخل في صناعة إطارات السيارات وقطع غيار السيارات وبعض أجزاء من الطائرات. ومن أمثلة هذا النوع: البوليستر، راتنجات الأيبوكسي، راتنجات الفينول، البولي يوريثان.
البلاستيك الحراري
وهذا النوع من البلاستيك يمكن إعادة تشكيله وتذويبه عدة مرات، ويكون أقل صلابة من البلاستيك الصلب بالحرارة، فيدخل في صناعة مواد التغليف والحفظ والتعبئة، ومن أمثلة هذا النوع: البولي إيثلين ويستخدم في صناعة القفازات التي تستخدم مرة واحدة، أكياس البلاستيك ومواد التغليف، ويوجد البولي بروبلين الذي يستخدم في صناعة الحقائب والأنابيب والخيوط والقوارير، ويستخدم الفينيل كلورايد في صناعة الأنابيب الثقيلة مثل أنابيب المياه والغاز الطبيعي.
أكياس البلاستيك وأضرارها
صُنعت أكياس البلاستيك منذ حوالي 50 عام فقط، ويتضح للعلماء أن الأكياس البلاستيكية لا تتحلل بشكل طبيعي، أي أن البكتيريا لا تستطيع أن تتغذى عليه لتنتج ثاني أكسيد الكربون، وذلك لأن أكياس البلاستيك تتكون من مادة البولي إيثلين وهو بوليمر صناعي، وتتحلل أكياس البلاستيك بصورة غير طبيعية عن طريق تعرضها لأشعة الشمس، خصوصا الأشعة فوق البنفسجية، لأنها تؤثر على روابط البوليمر وتجعلها سهلة الكسر، وبذلك يتبين أن أكياس البلاستيك ستتحلل بعد مدة كبيرة إلى قطع لا ترى بالعين المجردة، ويعتقد العلماء أن تحلله سيستغرق 500 عام، وبذلك فإن البلاستيك يؤدي إلى حدوث مشكلة بيئية قبل تحلله الذي يستغرق مدة طويلة، فعدم تحلل المواد البلاستيكية يؤدي إلى تكدسها وإلحاقها الضرر بالكائنات الحية، وبذلك لا يمكن دمج البلاستيك في النظام البيئي بل يظل عالقا ويؤدي إلى الإخلال بتوازنه.
أضرار مخلفات البلاستيك
إن المخلفات البلاستيكية ومن بينها أكياس البلاستيك تؤدي إلى عدم توازن البيئة، فمثلا هناك الكثير من المخلفات البلاستيكية في البحر الكاريبي، مما نتج عن ذلك هجرة أعداد كبيرة من الكائنات الحية البحرية إلى أماكن أخرى لا يجب التواجد بها، فيؤدي إلى نقص أعدادها ونمو الطحالب البحرية بإفراط لتمنع ضوء الشمس من الوصول إلى أعماق البحر فتدمر مستعمرات الأسماك التي تعتمد على ضوء الشمس، كما أن وجود الطحالب بكثرة يؤدي إلى نقص كمية الأكسجين والذي ينتج عنه كارثة تهدد بقاء الكائنات الأخرى.
ويوجد نوع من البلاستيك يحتوي على الكلور، يؤدي إلى إنتاج مواد كيميائية سامة في التربة وقد تتسرب إلى المياه الجوفية أو مصادر المياه الأخرى مثل الأنهار والجداول مما يضر النظام البيئي بكل كائناته التي تعتمد على تلك المصادر كمصدر للشرب.
كما أن حرق البلاستيك يؤدي إلى صدور حمض قوي وهو حمض الهيدروكلوريك الذي يؤدي إلى هطول الأمطار الحمضية والتي لها تأثير ضار على المزارع وغيرها. ووجود الألياف البلاستيكية في مياه البحار تؤدي إلى سد خياشيم الأسماك وموتها بشكل جماعي، وتنخفض القيمة الغذائية للأسماك عند وجود البلاستيك في جسمها،
أضرار حفظ الطعام في أكياس البلاستيك
لا تصلح أكياس البلاستيك أو الأوعية البلاستيكية إلى حفظ الطعام خصوصا الساخن، لأن الحرارة تؤدي إلى تسرب المواد المصنوع منها البلاستيك إلى الطعام فيؤدي إلى تغير طعمه ورائحته وتغير تركيبه أيضا ثم يدخل إلى جسمنا ليتسبب بمرور الوقت الإصابة بالسرطان وحصوات الكلى وتشوهات الأجنة وضعف المناعة.
حل مشكلة الأكياس البلاستيكية
يمكن استبدال أكياس البلاستيك بأوعية زجاجية أو فخارية لحفظ الطعام، وعند شراء عبوة بلاستيكية يجب الانتباه إلى الرقم الموجود أسفلها، فلا يجب استعمال العبوات التي تحتوي على أرقام 3 أو 7 وذلك لوجود مادة سامة مستخدمة في صناعة تلك العبوات.
تجنب وضع الأطعمة أو المشروبات الساخنة في البلاستيك، وعند تسخين الطعام في المايكروويف يجب استعمال أطباق البلاستيك المخصصة في ذلك، ومن الأفضل عدم وضع الأطعمة الدهنية مثل الأطعمة المقلية والزيوت والدهون، لقدرتها على امتصاص المواد التي صُنع منها البلاستيك.
لا يجب وضع الساندوتشات مباشرة في أكياس البلاستيك بل يجب لفها في ورق فويل أولا، ويمنع تماما استعمال أكياس البلاستيك السوداء في حفظ الطعام، لأن هذا النوع من الأكياس تمت صناعته من بلاستيك مكرر معاد تصنيعه ولا ينصح باستخدام البلاستيك المكرر للأغذية.
كما يمكن استعمال الأكياس الورقية أو القماشية كبديل عن الأكياس البلاستيكية. ولذلك يجب التقليل من استخدام أكياس البلاستيك أو أي مواد بلاستيكية لتجنب أضرارها، وتفكر الحكومة الفرنسية في منع استخدام أكياس البلاستيك بشكل صارم بعد وضع خطة تدريجية للحد من استعمالها.