تم الإعلان عن تقديم أفلام أفاتار التالية منذ بضعة سنوات وكان جيمس كاميرون –مخرج الفيلم- قد أعرب عن نيته في تقديم أربعة أجزاء من السلسلة دفعة واحدة، وذلك بعد النجاح الساحق الذي حققه فيلم Avatar الذي قدمه في 2009 على المستويين الجماهيري والنقدي، حتى أن البعض قد اعتبره فيلماً استثنائياً وأحد أفضل الأعمال التي تم تقديمها في تاريخ هوليوود، ورغم أن أفلام أفاتار المقبلة لن تعرض جماهيرياً قبل عامين من الآن، إلا أن مجرد الإعلان عن بدء الإعداد لها أحدث ضجة كبيرة وأصبح الخبر الأهم في نظر محبي الفن السابع حول العالم، حتى أن بعض الصحف الفنية اعتبرت السلسلة من أكثر الأفلام المنتظر عرضها قبل البدء في تصوير مشهداً واحداً منها.. ترى لماذا ؟ وما سر حالة الترقب الشديد لعرض تلك الأفلام التي تسيطر على جماهير السينما؟
لماذا سلسلة أفلام أفاتار هي الأكثر ترقباً ؟
يترقب الملايين حول العالم عرض أفلام أفاتار المقبلة رغم تكتم القائمين عليها على تفاصيلها، والسر في ذلك يرجع للعديد من العوامل التي جعلت هذه التجربة السينمائية على هذا القدر من الأهمية، وأبرزها الآتي:
تجربة الفيلم الأول الناجحة :
يعد فيلم أفاتار Avatar الذي تم عرضه في عام 2009 واحد من أهم أفلام الألفية الحالية ويعتبره البعض أحد أهم الأفلام التي تم تقديمها في تاريخ السينما بشكل عام، خاصة وأن الفيلم قد حقق رقماً قياسياً بعد فترة وجيزة من بدء عرضه ولا يزال حتى اليوم متربعاً على العرش بصفته الفيلم الأكثر تحقيقاً للإيرادات في تاريخ الفن السابع
حقق الفيلم الأول نجاحاً مدوياً ويعد ذلك أول وأبرز العوامل التي زادت ترقب الجمهور إلى سلسلة أفلام أفاتار منذ كانت مجرد فكرة في ذهن مبدعها جيمس كاميرون، بل يمكن القول أن الأجزاء التالية كانت أحد مطالب الجمهور بعد مغادرة صالة العرض، رغبة منهم في تكرار تجربة المشاهدة الممتعة والفريدة التي خاضوها من خلال الفيلم التالي، خاصة أن نهاية الفيلم كانت تسمح بتمديد الأحداث وتقديم أجزاء أخرى.
المخرج جيمس كاميرون :
يعتبر جيمس كاميرون واحد من أبرز المخرجين المعاصرين ويمتلك تاريخ زاخر بالنجاحات والروائع السينمائية الخالدة في ذاكرة المشاهد، من أبرزها فيلم تيتانيك Titanic وسلسلة أفلام Terminator وفيلم Aliens وغيرهم ،كما أنه كان ولا يزال أحد أبرز مطوري الفن السينمائي وأحد رواد سينما الخيال العلمي على وجه الخصوص، هذا بالإضافة إلى تحقيقه عدة أرقام قياسية في هذا المجال الفني، حيث استطاع أن يحقق رقماً قياسياً من خلال فيلم Titanic الذي استمر متربعاً على عرش الإيرادات طيلة ثلاثة عشر عاماً إلى أن عاد وحطم بنفسه ذات الرقم من خلال فيلم Avatar.
بناء على كل ما سبق يعد اسم جيمس كاميرون في حد ذاته أحد أبرز عوامل جذب الجمهور ورفع مستوى الترقب لعرض سلسلة أفلام أفاتار المنتظر عرضها خلال السنوات التالية، حيث اعتاد المشاهد على أن الأفلام التي تحمل توقيع كاميرون عبارة عن وجبة فنية دسمة، تجمع بين الحبكة القوية والإبهار البصري وغالباً ما تكون ذات أفكار مبتكرة وغير مستهلكة.
أعضاء فريق العمل الجدد :
أعلنت استوديوهات Fox -الشركة المنتجة- عن عدد من أسماء فريق العمل المشارك في صناعة فيلم Avatar 2 ومجموعة أفلام السلسلة المنتظر عرضها بشكل عام، وكان من بينها عدد من الأسماء اللامعة التي زادت من شغف الجماهير لمشاهدة تلك التجربة السينمائية الفريدة، في مقدمة تلك الأسماء كاتب السيناريو جوش فريدمان صاحب أفلام The Terminator وفيلم War of the Worlds الذي وقع عليه اختيار كاميرون ليشاركه عملية تطوير قصة وسيناريو الجزء الثاني.
اعتمد جيمس كاميرون في فيلم Avatar الأول على مجموعة من الممثلين متوسطي الشهرة، وهذا ليس بالأمر الجديد فالعديد من النجوم الحاليين كانت انطلاقتهم نحو العالمية من خلال أفلام كاميرون وأبرز هؤلاء النجم ليوناردو دي كابريو، إلا أن أفلام أفاتار المقبلة ستشهد انضمام عدد من النجوم العالميين وقد تم الإعلان حتى الآن عن انضمام نجمة تيتانيك كيت وينسليت إلى فريق عمل الفيلم، لكن لم يتم الكشف بعد إن كان دورها يقتصر على الجزء الثاني فقط أم ستشارك في مختلف الأجزاء التالية من السلسلة.
تقنية العرض الضوئي المستحدثة :
أحدث فيلم أفاتار الأول في عام 2009 ثورة في عالم صناعة السينما، ليس فقط على الصعيد الفني أو أسلوب التنفيذ واستخدام الخدع البصرية فحسب، بل أنه كان سبباً في استحداث آلية جديدة في عرض الأفلام وهي تقنية ثري دي 3D إذ كان أفاتار أول فيلم يشاهده الجمهور بتلك النظارات ونظراً لما حققه من نجاح تم إنتاج عدد كبير من الأفلام في السنوات اللاحقة اعتماداً على نفس التقنية، ولا يزال يُعتمد عليها حتى اليوم رغم ظهور تقنية آي ماكس IMAX.
أعلنت الشركة المنتجة والمخرج جيمس كاميرون أنهم بصدد تكرار نفس الإنجاز مرة أخرى من خلال أفلام أفاتار المقبلة، حيث من المقرر أن يتم تقديمها من خلال وسيلة عرض مستحدثة تعرف باسم تقنية العرض الضوئي، والتي تهدف إلى تحقيق نفس مستوى جودة العرض 3D لكن من خلال أسلوب التدفق الضوئي دون الحاجة إلى استخدام النظارات الخاصة، وتحدث تكنولوجيا العرض الحديثة ذلك التأثير عن طريق بث الصورة عبر 60,000 لومن (وحدة قياس تدفق الضوء).
الميزانية الأضخم في تاريخ السينما :
يبدو أن عجائب أفلام أفاتار المقبلة لن تقتصر على أسلوب التنفيذ أو تكنولوجيا العرض ولا حتى النواحي الفنية الأخرى المتعارف عليها في صناعة السينما العالمية بشكل عام، بل أنها امتدت لتشمل الميزانية المخصصة لإنتاج الأفلام، حيث أعلنت الشركة المنتجة أن الأفلام المقبلة من السلسلة ستكون الأعلى تكلفة في تاريخ هوليوود، حيث رصدت لإنتاج الأجزاء الأربعة معاً ميزانية تفوق مليار دولار أمريكي.
يشار هنا إلى أن المخرج جيمس كاميرون كان قد أعلن في وقت سابق عن نيته في تصوير الأجزاء الأربعة من سلسلة أفاتار في وقت واحد، على أن يتم عرض الأفلام تباعاً ابتداءً من عام 2020 وحتى عام 2023، وهو الأمر الذي أكده أيضاً أكثر من مصدر مسؤول داخل شركة الإنتاج، تلك الميزانية تبشر بمشاهدة أفلاماً سينمائية استثنائية بمختلف المقاييس وربما يسعى كاميرون وشركة فوكس من خلالها لتحقيق العديد من الإنجازات غير المسبوقة في عالم الفن السابع.
عالم أفاتار :
من المعتاد في عالم السينما أن يرتبط المشاهدين بشخصيات الأبطال خاصة فيما يتعلق بالسلاسل الطويلة مثلما هو الحال مع سلسلة Fast and Furious أو عالم مارفل السينمائي على سبيل المثال، لكن الأمر يختلف كثيراً مع فيلم أفاتار حيث أن المشاهد قد تعلق بالعالم الذي تدور به الأحداث، أحب الجميع أجواء كوكب باندورا والكائنات المسالمة المسماة “نايفي” التي تعيش به، ويعد ذلك أحد أبرز أسباب شغف الجمهور لمشاهدة أفلام أفاتار التالية التي تدور داخل ذلك العالم العجيب الفريد.
يذكر هنا أن المخرج جيمس كاميرون قد صرح بأن سلسلة أفلام أفاتار المستقبلية سوف تكون سلسلة متصلة منفصلة، أي أحداثهم جميعاً تدور على سطح كوكب باندورا لكن كل منها يعرض قصة مختلفة.