في هذا المقال نتحدث عن فكرة ” أصدقاء البرنامج “، حيث كان الشخص يهاتف المذيع للمرة الأولى ويسأله إن كان من الممكن أن يصبح صديقا للبرنامج، هذا كان مفهوما في ظل غياب الفضائيات واعتماد الناس على التلفزيون الحكومي فحسب وبالتالي قلة برامج المنوعات، فضلا عن غياب وسائل الترفيه الأخرى في حقبة ما قبل الإنترنت، ولا هواتف محمولة ولا ألعاب فيديو ولم يكن غير التلفزيون ووسائل الإعلام الأخرى مثل الراديو والصحافة والتي كان بها ظواهر مماثلة، فما هي أسباب فكرة أصدقاء البرنامج هذه؟
كونهم أصدقاء البرنامج يؤدي إلى الرد عليهم سريعا
كان يعتقد لدى المشاهدين أن أصدقاء البرنامج يتم الرد عليهم سريعا ولا يتم وضعهم على الانتظار بل يتم إدخالهم على الهواء مباشرة، هذا من الطبيعي بالطبع فصديق البرنامج المداوم والمستمر على متابعته ليس كغيره من المبتدئين والمشاهدين بالمصادفة، لذلك كان يعتقد ذلك ولا أدري إن كان صحيحا أم ولا وأعتقد أنه لم يكن هناك ميزة في الأمر سوى أنهم كانوا فقط يحملون هذه الصفة.
تحيتهم من قبل المذيع
أصدقاء البرنامج كان يتم تحيتهم من قبل المذيع فعندما يحادث البرنامجَ أحد أصدقاؤه يقولون: “مساء الخير أنا فلان الفلاني” فيقول المذيع باحتفاء وترحاب: “أهلا وسهلا بفلان صديق البرنامج، كيف حالك الآن”، كان بالفعل يعامل كصديق حقيقي وحين يغيب عدة حلقات لا يتصل يقوم المذيع بالسؤال عنه كما لو كان صديقا حقيقيا، هذه الأشياء في ظل سيادة التلفزيون وسيطرته على أذهان البشر كانت تعتبر ذات قيمة للأشخاص الذين يحملون صفة أصدقاء البرنامج ويشعرون بالتميز لذلك.
متابعة مكالمات قديمة لهم
في المعتاد كان يتم طرح موضوع لمناقشته كل حلقة في البرامج أو اختيار لأغاني أو مسابقات أو أشياء من هذا القبيل، فيقوم الشخص ويبدي رأيه في الموضوع أو يهدي أغنية لقريب أو لصهر أو لصديق أو شيء من هذا القبيل ويمكن لو كان هناك ربط بين موضوع سابق كان له رأي فيه وموضوع حالي يتم استدعاء رأيه بما أنه من أصدقاء البرنامج.
تأكيد حرصه على مشاهدة البرنامج
يقوم صديق البرنامج بتأكيد حرصه على مشاهدة البرنامج ومعنى أنني أريد أن أصبح من أصدقاء البرنامج أي أنني من أشد المتابعين للبرنامج وأنتظر حلقاته بشكل يومي أو أسبوعي حسب نظام أو خطة عرضه، وأعتقد أن قديما كان الناس يحترمون جدا التلفزيون الحكومي ويقدرونه أشد التقدير وأذكر وأنا صغير كنت أحب جدا مبنى الإذاعة والتلفزيون وأول مرة رأيته وأنا صغير شعرت أنني في حرم معبد فرعوني، لذلك تأكيدهم على حب برنامجهم المفضل شيء من إظهار الاحترام للتلفزيون الحكومي ككل.
الشعور بالانتماء لشيء يحبه
الإنسان عادة يحب شعور الانتماء لشيء يحبه وشعور أن هذا الشيء الذي يحبه يتفهم انتماءه له أيضًا ويقدره فضلا عن أن يكون يعترف به، فبرنامجي المفضل الذي أتابعه باستمرار وأنتظر حلقاته بفارغ الصبر لابد أن يعرف أنني أحبه ومذيع البرنامج الأثير يجب أن يعتبرني من أصدقاء البرنامج المخلصين أيضًا.
ظاهرة أصدقاء البرنامج ظاهرة كانت مألوفة ومعروفة في أزمنة سابقة وأعتقد كانت ترتبط أكثر بشكل المجتمعات ورؤية الإنسان لمكانه وموقعه في المجتمع الذي يعيش فيه والعلاقة بين المواطن والحكومة وأشياء من هذا القبيل، ربما سيستغرب منها الجيل الحالي لذلك وضحنا حيثياتها.