أصبحت أداة التصفح الخفي أحد القواسم المشتركة بين مختلف برامج تصفح الإنترنت العالمية، كما بدأ القطاع الأكبر من مستخدمي الإنترنت في الاعتماد عليه كبديل لنمط التصفح التقليدي، والسؤال هنا لماذا تسابقت شركات البرمجة على تضمين خيار التصفح الخفي لمتصفحاتها؟ ولماذا جذب المستخدمين بتلك السرعة؟
التصفح الخفي على الإنترنت :
ينصح خبراء الاتصالات والإنترنت بضرورة استخدام نظام التصفح الخفي خاصة في حالة استخدام الحواسيب العامة أو المشتركة.. فترى ما الذي يميز هذا الخيار؟ وكيف يمكن تفعيله على المتصفحات المختلفة؟
أولاً : مميزات التصفح الخفي :
يحقق نظام التصفح الخفي للإنترنت العديد من المزايا لمستخدميه، من أهمها الآتي:
عدم الاحتفاظ بكلمات المرور :
صرنا اليوم نعيش في عالم تحكمه كلمات المرور والأرقام السرية، ذلك نتيجة طبيعية لشيوع استخدام الشبكة العنكبوتية ودخولها في مختلف المجالات، كل شىء صار بإمكاننا التحكم فيه من خلال ابتداءً من حسابات مواقع التواصل الاجتماعي ومروراً بحسابات البريد الإلكتروني ووصولاً إلى حسابات البنوك بالغة الحساسية، مما يعني أن كشف أحد كلمات المرور هذه يمثل خطراً حقيقياً.
من أهم مميزات استخدام وضع التصفح الخفي هو إنه لا يقوم بحفظ أي من كلمات المرور المدخلة من خلاله، لهذا ينصح بالاعتماد عليه عند استخدم أي جهاز بخلاف جهاز الكمبيوتر الشخصي، حيث أنه لن يحفظ كلمة المرور بجانب إنه سيغلق الحساب بمجرد إغلاق المتصفح حتى في حالة عدم تسجيل الخروج.
التمتع بقدر أكبر من الخصوصية :
من الأمور التي جعلت نظام التصفح الخفي نظاماً مثالياً في نظر الكثيرين، هو إنه يوفر قدر أكبر من الخصوصية لهم، خاصة إذا كانوا يقومون باستخدام جهاز كمبيوتر مشترك سواء في المنزل أو العمل أو غير ذلك، هذا لأن نظام التصفح الخفي لا يتضمن خاصية التأريخ History المتوفرة بنظام التصفح التقليدي، والتي يقوم المتصفح من خلالها بحفظ كافة صفحات الويب التي تم الولوج إليها ومختلف كلمات البحث التي تم استخدامها.
عدم احتفاظ التصفح الخفي بالمواقع التي تتصفحها في سجل النشاطات يوفر قدر أكبر من الخصوصية، حيث لا يمكن لأي مستخدم آخر أن يتطفل عليك أو يتتبع النشاط الذي مارسته من خلال المتصفح.
توفير عنصر الأمان :
يحقق وضع التصفح الخفي على مختلف متصفحات الإنترنت قدر أكبر من الأمان ويحمي من مخاطر الإنترنت، حيث يؤكد الخبراء أنه يحد بنسبة كبيرة من احتمالات التعرض إلى التجسس أو اختراق الحسابات؛ لهذا ينصح باستخدام نمط التصفح الخفي في حالة استخدام واحدة من شبكات الإنترنت العامة، مثل شبكات المقاهي أو شبكات الإنترنت المتوفرة في بعض وسائل النقل وغير ذلك، حيث كشفت التجارب أن احتمالية نجاح عملية الاختراق تزداد إذا كان المُتجسس والمُتجَسس عليه يستخدمان نفس الشبكة، ولكن هذا يصعب تحقيقه في حالة استخدام وضع التخفي، مما يجعل هذا الوضع شبيه بدور شبكات VPN الافتراضية التي توفر لمستخدمها نطاق آمن على الإنترنت.
جدير بالذكر أن وضع التصفح الخفي يحد من احتمالات التعرض للاختراق لكنه لا يوفر الآمن بنسبة 100%، فهذا الأمر لا يزال قيد التطوير من قبل المبرمجين، مما يعني أن استخدامه لهذا الغرض يكون على سبيل الاحتياط وهو لا يغني عن برامج وتطبيقات الحماية الأخرى.
ثانياً : المتصفحات التي تدعم نظام التصفح الخفي :
متصفحات الإنترنت المختلفة في حالة تنافس دائم، وهذا التنافس يصب دائماً في مصلحة المستخدم حيث تقوم كل شركة بتطوير متصفحها ومضاعفة خياراته لتجعله أكثر جذباً من غيره، وكانت خاصية التصفح المتخفي أحد الخصائص التي حرصت مختلف شركات البرمجة على إضافتها لمتصفحاتها، وعلى رأسها المتصفحات الأكثر شيوعاً واستخداماً وهم:
- متصفح جوجل كروم : ويتم تفعيله بالضغط على Ctrl + Shift + N، وعلى الهاتف الجوال بالذهاب إلى قائمة الإعدادات واختيار “علامة تبويب جديدة للتصفح المتخفي”
- متصفح فاير فوكس : يتم تفعيل التصفح المتخفي عليه بالضغط على Ctrl + N، أو الذهاب إلى الإعدادات واختيار New Private Window
- متصفح أوبرا : يتم تفعيله بالضغط على Ctrl + Shift + N
- متصفح إنترنت إكسبلورر : يتم تفعيله بالضغط على Ctrl + Shift + P