لا شك طبعًا أن الممثل المصري أحمد زكي يحظى بمكانة خاصة وسط قلوب المشاهدين المصريين والعرب بأكملهم لكونه نجم سينمائي من طراز فريد وليس مجرد ممثل عادي، وهو أمر يتضح طبعًا من خلال الأدوار التي قام بتجسيدها وحُفرت في القلوب قبل العقول، فقد كان يختار أدواره بحرص فائق وعناية شديدة لدرجة أن معظم أدواره في أفلامه كانت تحصل على الجوائز بمختلف أنواعها، لكن من جهة آخر نجد منطقة معينة قد برع فيها أحمد زكي أكثر من أي شيء آخر، تلك المنطقة هي منطقة التشخيص، حيث يُعتبر هذا الرجل مشخصاتي مصر الأول، فلماذا يا تُرى حظي بذلك اللقب؟
إجادة أحمد زكي أبرز الشخصيات التاريخية
من الأشياء الهامة جدًا التي تجعل الممثل أحمد زكي مشخصاتي مصر الأول دون أدنى شك أنه قد أجاد أبرز الشخصيات التاريخية التي أظهرها على الشاشة، حيث ستصدق فور رؤيتك للشخصية التي يقوم بتجسيدها أنك أمام الشخص حقيقةً وليس مجرد صورة مُقلدة له أو شخص يُحاول أن يُعيد تواجده، وربما المثال الأبرز والأهم على ذلك تلك الشخصيات الثلاث التي قام باختيارها لتكون شخصياته التاريخية المعروضة، وهي شخصيات عبد الناصر في فيلم ناصر 56 وشخصية السادات في فيلم أيام السادات وكذلك شخصية عبد الحليم حافظ في فيلم حليم الذي كان آخر فيلم شارك فيه هذا النجم، فبلا شك فور رؤيتك للفيلم ستصدق أنك أمام هذه الشخصيات الثلاث وليس مجرد تقليد لهم.
اختيار شخصيات صعبة
الصعوبات التي تواجه الممثل عند تجسيده لشخصية من الشخصيات تجعل عمله كذلك في غاية الصعوبة، وهو ما يؤدي إلى كونه مُجيدًا بشكل كبير إذا كان ذلك العمل قد تم تشخيصه على أفضل نحو ممكن، وهذا بالضبط ما حدث مع النجم أحمد زكي خلال الشخصيات الذي قام بتجسيدها وظهرت على الشاشة بذلك الشكل المُلفت الإبداعي بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، ففي البداية تخير أحمد زكي شخصيات قد لا تتناسق معه أساسًا وتحديدًا شخصيات حليم و جمال عبد الناصر، فإذا نظرت إليها ستجدها شخصيات لا تتوافق في الشكل أو حتى المفردات الخاصة بها، لكن أحمد زكي قد تجاوز ذلك من خلال أداء مُبهر وإجادة تامة لما يقوم به، وبما أنك كما ذكرنا قد وضعت نفسك في تحدٍ كبير وصعب ثم حققت تفوقًا فهذا يعني أنك ببساطة الأفضل والأكثر جدارة، وهذا ما نتحدث عنه.
عدم تواجد مثيل للممثل أحمد زكي
في الحقيقة ثمة سبب منطقي يُفسر لنا بكل سهولة أسباب كون أحمد زكي مشخصاتي مصر الأول والأهم، هذا السبب يدور حول المقارنة التي من الطبيعي أن تُجرى بين الممثلين إذا قاموا بنفس الشيء، حيث أنه ثمة الكثير من الممثلين الذين حاولوا تجسيد نفس الشخصيات التي جسدها أحمد زكي في أفلامه، وهنا نحن لن نفتح بابًا للمقارنة مع شخصيات أخرى وإنما نفس الشخصيات، والتي يتضح للجميع أنها بالتأكيد لم تكن بنفس المستوى الذي أظهره أحمد زكي وجعل الناس يعتقدون أن الشخصية نفسها هي من تؤدي الدور وليس ممثل جاء ليفعل ذلك، بكلمات أوضح وأكثر دقة، ليس هناك بديل حقيقي يُمكن القول إنه يقترب مجرد الاقتراب من مستوى هذا الرجل، ولهذا نراه الأفضل.