لا شك طبعًا أن نجاح أبلة فاهيتا كدمية تُقدم البرامج الساخرة كان أمرًا مُدهشًا بالنسبة لمتتبعي البرامج الساخرة أو التلفاز بشكل عام، فمن الممكن أن نرى الكثير من الأمور الغريبة على التلفاز في كل دقيقة، لكن أن نرى دُمية تُقدم برنامج ساخر وناجح للدرجة التي تجعل من هذه الدمية وجه إعلاني فهذه بالتأكيد هي الغرابة بعينها، والأغرب أن تكون هناك الكثير من الأمور المُدهشة المُحيطة بتفاصيل الدمية حتى أصبح البعض يعتقد أنها ليست مجرد دمية عادية مثل التي نراها في أماكن بيع الألعاب على سبيل المثال، فلماذا يا تُرى تمكنت أبلة فاهيتا من صنع هذا النجاح الساحق؟ هذا هو سؤالنا بهذه السطور.
اعتماد أبلة فاهيتا على السخرية المُفرطة
السبب الأول ربما خلف نجاح برنامج أبلة فاهيتا ودمية أبلة فاهيتا نفسها أنها قد اعتمدت منذ اليوم الأول على السُخرية المُفرطة التي تطال أي شيء دون التزام بقيود أو قوانين، كانت دُمية مُتمردة، والناس بطبيعتهم يعشقون الدُمى المُتمردة والناس المُتمردين، فهم يفعلون ما يجدون في أنفسهم العجز للقيام به أساسًا، على العموم، ظهرت أبلة فاهيتا وارتفاع منسوب السخرية من هنا، حيث طال الأمر كل شيء وبجرعة إبداعية تبدو غير مألوفة بالنسبة للمتابعين لدرجة أن البرنامج كان يُعاني دائمًا من أزمات في العرض وتوقف أكثر من مرة حتى جاء عام 2018 وشهد التوقف بصورة نهائية، وربما هذا الأمر قد طال كل البرامج الساخرة بشكل عام وليس فقط برنامج أبلة فاهيتا الذي كان يتصدر.
استغلال عنصر السرية والغموض
مع الوقت لا يُمكننا نسيان أمر في غاية الأهمية يتعلق بدمية أبلة فاهيتا، وهو كون تلك الدمية في الأساس مجرد دمية، بمعنى أنه ليس من المنطقي أبدًا أن نكره أو نحب ما تقوله لأنه لا يصدر من دمية فعلًا، بل ثمة شخص غامض يقبع خلف حاجزٍ ما ويقوم بتحريك الدمية ودفعها للحديث أحيانًا وللرقص والغناء أحيان أخرى، ثمة كيان غامض إن جاز الوصف، وهذا الكيان الغامض السري قد تمكن من الحفاظ على سريته حتى وقتنا الراهن، إذ أنه لم يُعرف بعد هوية مُحرك تلك الدُمية، وفي الحقيقة ذلك الأمر كان عنصرًا مساعدًا في شهرة الدامية، فالناس يجدون الزهو فيما لا يعرفونه، بمعنى أن السرية تكون أحيانًا جزء من النجاح والشهرة، وهذا بالضبط ما نجحت فيه دمية أبلة فاهيتا .
قدرة أبلة فاهيتا على الارتجال
ليس هناك أدنى اختلاف على أن لسان دمية أبلة فاهيتا لسان قوي جدًا ويمتلك القدرة الهائلة على الارتجال في أي وقت وبأي مكان ومع أي ضيف، إذ أنه لا يُمكن مجاراة هذه الدُمية فيما يتعلق بهذا الصدد، وهو أمر يتضح من خلال كل الضيوف الذين تم استضافتهم من قِبل برنامج أبلة فاهيتا وظهر جليًا أنها تضعهم في زاوية ضيقة وتدفعهم دفعًا نحو نوعية معينة من الإجابات لا تحتمل التزيين والمجاملة، وبالمناسبة، هؤلاء الضيوف وشهرتهم ونجوميتهم سبب آخر من أسباب شهرة الدمية والبرنامج بالكامل، فالمنطق يقول إنه عندما تقوم باستضافة نجوم ومشاهير سوف يأتي إليك المُتابعين الخاصين بهم ويُتابعونك كذلك، والأهم أنك ستثبت بما لا يدع مجالًا للشك أنك تلقى دعم فئات يُحبذها الجمهور.