أبعاد الشاشات تزداد يوما بعد يوم، ونجد أن أحجامها تزداد ضخامة، وتستخدم تلك الشاشات كجهاز عرض للتلفزيون أو كشاشة حاسب آلي، وفي الماضي كنا نجد الشاشات صغيرة الحجم أو متوسطة، وكانت تلقى رواجا واسعا، بل إن الشاشات الصغيرة كانت منتشرة أكثر، وذلك لسهولة تنقلها ورخص سعرها مقارنة بالمتوسطة. أما الآن ومنذ بداية الألفية ومع تقدم التكنولوجيا وتطور علوم الحاسب والبرمجة ونلاحظ وجود تغير ملحوظ في أسواق الشاشات وأنواعها، واختلفت الشركات الرائدة في صناعة الشاشات، إلى أن أصبح الحال عكس السابق، فصارت الشاشات العريضة هي المفضلة، وكلما زاد عرض وارتفاع الشاشة صارت أفضل وأغلى سعرا، فمثلا أبعاد الشاشات الآن 32 و40 و48 و50 و55 بوصة، بينما كانت أبعاد الشاشات المنتشرة سابقا 14 و24 بوصة ولكن تلك الأبعاد أصبحت تلقى رواجا ضعيفا الآن، وقد تختفي تلك الأبعاد بمرور الوقت لعدم حاجة السوق إليها. ويدفعنا هذا للتساؤل عن سبب رواج أبعاد الشاشات العريضة، وهذا ما نجيب عليه في هذا المقال.
أبعاد الشاشات وعلاقتها بالنظر
تؤثر أبعاد الشاشات على النظر وراحة العين، فالشاشات ذات الأبعاد الصغيرة تكون مرهقة للعين نوعا ما، ويعتمد ذلك على طريقة صناعتها، بينما الشاشات ذات الأبعاد العريضة، تكون مريحة للعين والنظر وتوفر عرضا بصريا رائعا، كما أن الشاشات الصغيرة تعرض الصورة بشكل مضغوط وصغير مما يجبرك على الاقتراب منها والتعرض لأشعتها عن قرب وهو أمر مؤذي ومرهق للغاية، أما الشاشات العريضة فيمكن مشاهدتها عن بعد، مع الاستمتاع بالصورة الواضحة لكل الصور المعروضة عليها، لهذا يختار الناس الشاشات ذات الأبعاد العريضة.
أبعاد الشاشات والتصميم الهندسي
إن كنت ستستخدم الشاشة في الحاسب الآلي، فبالطبع أبعاد الشاشات العريضة ستكون اختيار موفق ومناسب، خاصة إن كنت مهتما بالتصميم الهندسي وبرامج التصميم عامة، وذلك لأن الشاشات العريضة توفر لك سهولة التعامل مع أدوات البرامج الهندسية بفرد شرائط الأدوات كاملة أمامك بشكل واضح، كما أنها توضح الألوان بدرجاتها الحقيقية مما يعني ضمان نجاح عملك دون إرهاق أو خطأ غير مقصود، كما أن تصميم الشاشات العريضة الحديث، قائم على توفير الطاقة، لذلك فهي خيار مناسب إن كنت تعمل مصمما، لأن قضاء الأوقات الكثيرة على الحاسب الآلي لن يشكل لك مشكلة مادية ضخمة.
الجانب الترفيهي
على صعيد الترفيه كالألعاب على الحاسب الآلي أو الأفلام، فإن الشاشات العريضة هي الاختيار الأمثل، لأنها تتيح مجال واسع للرؤية، مما يعني المتعة وعدم الملل أو الضيق، فتكون الشاشات العريضة مناسبة لعرض الأفلام بجودة HD مع عمق وواقعية أكثر للمشاهد، فيشعر الشخص كأنه في صالة عرض وليس في منزله، ويتيح ذلك قضاء الأوقات السعيدة مع العائلة والأصدقاء، والاستمتاع بالمباريات أو العروض الحصرية دون وجود أزمة صغر الصورة أو عدم وضوحها.
وللأسباب السابق ذكرها، يفضل الناس شراء الشاشات ذات الأبعاد العريضة، وبما أن المشتري هو المتحكم الأول في السوق، وتبعا لنظرية العرض والطلب، فإن التجار يميلون أكثر لشراء الشاشات العريضة حتى تكسب تجارتهم، مما يجعل المصانع والشركات تهتم بتصنيع وتصدير ذلك النوع من الشاشات بصورة مكثفة وتجاهل الأنواع الأخرى أو توفيرها بكمية محدودة لقلة الحاجة إليها، وبذلك تتجه أبعاد الشاشات لتكون أعرض يوما بعد يوما لتلبية رغبة المشتري وتحقيق الأرباح.
