آل كابوني هو اختصار لاسم ألفونس جبرائيل، وهو اسم طالما أثار الفزع وبث الرهبة في القلوب، فصحابه هو أشهر أعضاء العصابات الأمريكية على الإطلاق، والذي لقي نحبه في عام 1947م داخل سجن ألكتراز بتهمة التهرب الضريبي، وهي التهمة التي استغلتها الحكومة الاتحادية الأمريكية للزج به في السجن، أما جرائم آل كابوني الحقيقية فهي أفظع وأكثر بشاعة، فهو زعيم العصابة المُلقب بـ”عدو الشعب رقم 1″.
آل كابوني .. الداهية الإجرامية :
آل كابوني هو أحد أباطرة الإجرام في القرن العشرين، بل إنه تم تصنيفه كزعيم العصابة الأخطر في التاريخ، وبالتأكيد هذا التصنيف لم يأت من فراغ، بل جاء مستند للعديد من الأسباب والتي منها:
مذبحة القديس فالنتين :
من أهم الحوادث التي لا تنسى في تاريخ الولايات المتحدة، والتي هي وحدها كفيلة بجعل آل كابوني أخطر رجال العصابات في التاريخ، هي المذبحة التي أدارها والمعروفة باسم مذبحة يوم القديس فالنتين، والتي جاءت في إطار الحرب الدائرة بين كابوني ومنافسيه من العصابات، ووقعت هذه الحادثة في منطقة لينكولن بارك الواقعة بشمال ولاية شيكاغو الأمريكية، إذ قام رجال آل كابوني برصد تحركات أهدافهم لفترة، ثم هاجموهم في مرآب لتصليح السيارات كانوا يتخذونه وكراً لهم، وفي تلك الليلة أيقظت أصوات الرصاص سكان شارك كلارك بالكامل، وحين وصلت الشرطة لم تجد أثراً للجناة، وكل ما وجدته هو سبع جثث لرجال من أفراد العصابات.
التدخل في الانتخابات :
تعتبر انتخابات مجلس بلدية بسيسرو في عام 1924م هي أكثر العمليات الانتخابية فساداً في التاريخ الأمريكي، والسبب في ذلك يعود إلى شخص واحد وهو آل كابوني ،فكي يضمن استقرار أوضاعه في الولاية، قام آل كابوني بالزج بأحد أعوانه في لعبة السياسة، ولم يسانده بالمال أو بالدعاية الانتخابية كما هو المعتاد، بل إنه قام بمعاونته بالرجال المسلحين، فكان رجال عصابة كابوني يتوجهون إلى مراكز الأقتراع، ويجبرون الناخبين على انتخاب مُرشح كابوني، والذي جاءت النتيجة النهائية في صالحه، إذ كان متقدم بفارق هائل في الأصوات عن أقرب منافسيه، وبذلك ضمن كابوني مقعداً لنفسه في مجلس البلدية وإن ذلك بطريقة غير مباشرة.
النفوذ :
العامل الثالث الذي جعل من آل كابوني أسوأ رجل عصابات، هو إن قوته لم تتمثل فقط في حشد الرجال المسلحين الذين يسوقهم، ويستخدمهم في بث الرعب ونشر الفوضى والبطش بكل من يقف في طريقه، بل إنه كان يملك نفوذاً لم يملك أي من رجال المافيا، حتى إن العديد من المصادر التي تؤرخ لتلك الفترة، تصف عمدة ولاية شيكاغو آنذاك بالدمية التي يحركها آل كابوني ،حتى إنه قد هاجمه في مكتبه ذات مرة، وطرحه على الأرض وقام بسبه وضربه أمام العاملين، ولم يجرؤ العمدة على إبلاغ الشرطة عن هذا الاعتداء.. فكابوني لم يكن خارج عن القانون، بل إنه كان يستخدم نفوذه في صياغة القوانين التي تُسيِر أعماله.
التنصل من الجرائم :
العامل الرابع والذي لا يمكن إهماله، والذي يمتاز به آل كابوني عن باقي زعماء العصابات، هو إنه كان مخطط بارع ولديه قدرة فائقة على التنصل من الجرائم، فما كان يقدم على القيام بأي عملية إجرامية قبل أن يكون قد وضع كافة الاحتمالات، وأعد خطة مُحكمة تضمن عدم إدانته أو إدانه رجاله، حتى أبشع جرائمه مذبحة يوم القديس فالنتين، رغم وجود سبع جثث وآثار لمئات طلاقات الرصاص، إلا إن الشرطة لم تقدم أي دليل إدانة إلى المحكمة، وبالتالي لم يتم اتهام آل كابوني بارتكاب الجريمة، والأمر نفسه ينطبق على كافة أنشطته الخارج عن القانون، من تسييل الدعارة وإدارة أوكار القمار وتجارة المخدرات وتهريب الخمر المغشوش من الموانئ، ووصولاً إلى إشعال الحروب بين العصابات بوسط الشوارع، واغتيال رجال الشرطة بدافع الانتقام والإرهاب، حتى إنه حين تم إلقاء القبض عليه ومحكاتمه، كانت التهمة الموجهة إليه هي التهرب من سداد الضرائب على الدخل.