في الخامس من يناير عام 1911 خرج إلى النور نادي الزمالك المصري، وقد قام بتأسيسيه البلجيكي جورج مرزباخ لأنه كان يشتغل بأحد المحاكم المختلطة في مصر ولذلك سمي النادي في بدايته بالمختلط، ويتميز النادي بالمهارات واللمسات الفنية الرائعة على مر العصور منذ نشأتها على عكس النادي الأهلي الذي يتخذ أسلوب اللعب الجماعي المبسط ولكنه يجني لهم الكثير من البطولات، نظرًا لعدم خطورة هذا اللعب ونسبة نجاحه أكبر من أسلوب نادي الزمالك الذي تعد الغلطة فيه بهدف، ومع القليل من الأشياء الأخرى مثل إنشاء مدرسة لجمع اللاعبين وتدريبهم بها وهذا كانت سابقة في هذا العهد وكانت السبب في إدخال كلمة مدرسة في لقب النادي، هذا بجانب شهرته الأفريقية الكبيرة فنادي الزمالك لديه شعبية جارفه خارج مصر وكل الوطن العربي يعرفه ويشجعه، فالأسلوب الممتع جعله يثأر بالقلوب العربية لدرجة أكثر من نادي الأهلي صاحب الألقاب الكثيرة، ولكن كرة القدم في نظر المشجعين ليست بالألقاب بل بالأداء، فهيا بنا نتعرف على جميع العوامل بالتفصيل.
امتلاك نادي الزمالك للاعبين ذو مهارات وأداء عالي
يعد نادي الزمالك أزخر نادي مصري يمتلك لاعبين من ذوي المهارات الفنية العالية وهذا هو العامل الأول في تلقيبه بمدرسة الفن والهندسة، فلا يخلو عقد من الزمان إلا ويوجد مجموعة ليست بالقليلة في صفوف الفريق هم أحرف وأمهر من يلعبون الكرة بمصر، فمثلًا حازم إمام هو في نظر جميع المشجعين وليس مشجعي الزمالك فقط هو من أفضل من لمس الكرة في مصر، وكان يلقب بالثعلب الصغير نظرًا لسرعته الكبيرة وإمكانيته الفائقة على المرور من وسط اللاعبين، ويوجد أيضًا حسن شحاتة فقد كان كثير الأهداف ومراوغاته غير عادية تمامًا حتى أنه انتقل إلى نادي الكاظمية الكويتي على سبيل الإعارة في العام السابع والستين من القرن العشرين، وقد حصد في هذا النادي على جائزة أفضل لاعب في قارة آسيا وهو إنجاز لم يستطع أحدًا فعله من قبل، حيث أنه لاعب من قارة وأخذ جائزة قارة أخرى وهذا ما يدل على براعته ومهارته الرائعة.
ويوجد أيضًا القناص عبد الحليم علي وهو من أكثر هدافي نادي الزمالك والدوري المصري لعدة أعوام مختلفة، وهناك علاء الحمولي، وطه بصري، وعلي شرف، والحاوي حمادة عبد اللطيف والذي برع في لمساته ومروره بالكرة حتى لقب بهذا اللقب، وأخيرًا محمود عبد الرازق شيكابالا وبلا مجاملة هو لاعب من طراز خاص فعند نبوغه في بدايات هذا القرن لم يكن له مثيل فعند لمسه للكرة تظن وكأن ساحر يراوغ بها ويخفيها ويعيدها في كسور من الثانية، ولكنه الآن تدهور مستواه بصورة كبيرة ولا نعلم ما السبب في ذلك، عامة كل هذه اللاعبين وأكثر جعلت من نادي الزمالك يلقب بمدرسة الفن والهندسة.
اعتماد نادي الزمالك بصورة أساسيه على مدرسته الخاصة
كما هو معروف فأن كل الأندية لديها مدارسة الخاصة لتعليم وتدريب اللاعبين الصغار وتسمى بقطاع الناشئين، ولكن عادة ما تقوم الكثير من الأندية على شراء اللاعبين الجدد لكي يلعبوا مباشرة في مباريات الدوري توفيرًا للوقت وهذا يعد تكاسلًا غير مبرر منهم، ولكن نادي الزمالك منذ بداياته يعتمد بشكل أساسي على مدرسته الكروية الخاصة، وذلك بانتقائه دائمًا للاعبين ذوي الكفاءات والمهارات الفنية، حيث أن مدرب النادي ومعاونيه كانوا يذهبون إلى هذه المدرسة بجميع مراحها كل مدة من الوقت للنظر على أداء اللاعبين ومن يصلح منهم للعب في نادي الزمالك الكبير عمرًا ومقامًا، وبالفعل كانوا يخرجون بلاعبين عاليين جدًا مثل حمادة إمام، وفاروق جعفر، ويحيى إمام، ومحمد إبراهيم، وعمر جابر، وغيرهم من اللاعبين الرائعين الذين نشؤوا وترعرعوا في مدرسة نادي الزمالك العريقة، مما يجعل كلمة مدرسة المذكورة في لقب مدرسة الفن والهندسة هي من أصل اعتماد النادي بصورة شبه كلية على الناشئين المتواجدين في مدرسته.
ميله للعب الفردي وإظهار اللاعبين لفنونهم
أهم ما يميز لعب فريق نادي الزمالك ككل هو تمكنه في أسلوب اللعب الفردي الذي يظهر مهارات وقدرات اللاعبين، حيث أن النادي يركز بشكل شبه كامل على إظهار فنيات اللاعبين وبلورة ما لديهم من مهارات، وهذا على عكس النادي الأهلي الذي يتميز باللعب الجماعي وكثرة التمرير الأرضي حتى تصل الكرة إلى الشباك بكل سهولة، ولكن هذا لعب تقليدي وبسيط ولا يعطي أي متعة للمشاهدين فالكرة تخرج من الحارس وتمر بجميع اللاعبين عن طريق التمريرات القصيرة بدون أي مهارات حتى تصل للشباك، ولكن ناي الزمالك يعتمد على مهارات لاعبيه وهذا ما يوضح لنا اهتمامه الكبير بقطاع الناشئين لكي يستطيع إخراج أمهر وأفضل اللاعبين المتواجدين في مدارسه، مثل أسماء اللاعبين الذين ذكرناهم بالأعلى.
هذا بجانب شراءه للاعبين محترفين من ذوي المهارات العالية مثل إيمانويل أمونيكي اللاعب النيجري الذي انتقل لصفوف نادي الزمالك في 1991، وهو أحد أهم المحترفين في النادي بل والدوري المصري كله، وحصد مع النادي عدة ألقاب على الصعيد المحلي مما جعله ينتقل لأندية أوروبية عظيمة مثل برشلونة وسبورتينغ لشبونة، وهناك الكثير من اللاعبين المحترفين الذي انتقلوا للنادي وأثروا به، ولذلك يعد أسلوب لعب نادي الزمالك هو ما جعله يلقب بمدرسة الفن والهندسة.
اشتهار نادي الزمالك في أفريقيا والوطن العربي
من الأسباب الهامة لتلقيب نادي الزمالك بمدرسة الفن والهندسة هي شهرته الكبيرة في إفريقيا والوطن العربي، حيث أن النادي معروف بصورة هائلة في قارة إفريقيا وذلك نظرًا لمشاركته العديدة في البطولات الإفريقية، فقد شارك النادي في اثنان وثلاثون مرة بالبطولات الأفريقية واحد وعشرين منهم في دوري أبطال أفريقيا، وأربعة مرات في السوبر الأفريقي، وأربعة أخرى في أبطال الكأس، وواحدة في الكونفدرالية الأفريقية، واثنان في كأس الاتحاد الأفريقي، وقد استطاع أن يحرز اللقب في تسعة مرات منهم، خمسة في دوري الأبطال، وثلاثة في السوبر، وواحدة في أبطال الكأس، ويعد المركز الثاني في عدد البطولات القارية بعد النادي الأهلي المصري، ونظرًا لكثرة المشاركات وعدد البطولات بجانب أداءه الرائع والمشرف في جميعها اشتهر نادي الزمالك بصورة كبيرة في قارة أفريقيا وأصبح نموذجًا كرويًا يحتذى به.
هذا بجانب حب الوطن العربي أجمع للنادي وكثرة متابعتهم له وخاصة في دول فلسطين فأغلبهم يفضلون نادي الزمالك على المستوى العربي وذلك لمشاركته في مباراة ودية مع منتخب فلسطين في عام 2000، مما جعل الآباء يزرعون في أبنائهم حب هذا النادي حتى أسسوا رابطة مشجعي نادي الزمالك في فلسطين.
ختامًا
في الأخير يجب علينا معرفة أن لكل نادي لقبه الخاص وذلك يأتي بناء على عدة تقييمات من قبل الإعلام وجماهير النادي، وهذا ما حدث مع نادي الزمالك عندما سمي بمدرسة الفن والهندسة فقد رأت جماهير أسلوب لعبه المميز والحرفي والذي يعتمد بشكل شبه أساسي على مهارات ومراوغات لاعبيه المتألقين، على العكس الكثير من الأندية الأخرى التي تتميز باللعب الجماعي التقليدي.
الكاتب: أحمد علي