الزكام أو الرشح العادي هو أحد الأمراض الشائعة خاصة في فصل الشتاء وذلك لسهولة انتقال العدوى بالإضافة للتقلبات الجوية المستمرة، لكن هل تعلم أن الزكام يختلف تماماً في طبيعته عن الأنفلونزا الموسمية، فعلى الرغم من تشابه الأعراض بينهما يبقى المسبب الأساسي وطرق العلاج مختلفة تماماً، لكن نتيجة لهذا الخلط يتعامل معظم الناس مع المرض بطريقة خاطئة مما يترتب عليه العديد من المضاعفات الخطيرة، لكن ما هو الزكام وما هي أعراضه وكيف يمكن علاجه؟!
لماذا يخلط أغلب الناس بين الزكام والأنفلونزا وكيف يمكن التفريق بينهما؟!
ما هو الزكام؟!
الزكام هو مرض فيروسي يصيب الجهاز التنفسي للإنسان خاصة الجزء العلوي منه ويشمل الأنف والبلعوم، يوجد حوالي 200 سلالة من الفيروسات المسببة لهذه العدوى لكن أشدها ضراوة وانتشاراً هو الفيروس الأنفي.
فيروس الزكام يستهدف عادة الأنف والبلعوم، لكن في بعض الأحيان يصيب ملتحمة العين ويؤدي لالتهابها، فيقوم بإتلاف الأنسجة واختراقها لداخل الجسم مسبباً أعراض المرض التي تتراوح شدتها تبعاً لشدة الإصابة والعدوى.
أعراض الزكام
الأعراض الأساسية للزكام تشمل آلام في الحلق ورشح بالأنف ، يعود ذلك لمحاولة الجهاز المناعي طرد الفيروس من الجيوب الأنفية ومنع دخوله للجسم ما يؤدي لزيادة الإفرازات المخاطية خاصة في الأيام الأولى للإصابة، لكن قد تحدث عدة أعراض أخرى إذا كانت الإصابة شديدة كما يلي:
- سعال غير جاف مصحوب بإفرازات مخاطية.
- التهابات بسيطة بملتحمة العين.
- تعب وإرهاق عام بالجسم.
- تغير في الصوت نتيجة الإصابة.
- إرتفاع في درجة الحرارة.
كيفية انتقال المرض من شخص لأخر
ينتقل المرض عادة عن طريق التعامل المباشر مع المريض أو ملامسة أي من حاجاته، كما توجد عدة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة به منها ما يلي:
- التواجد في الأماكن المزدحمة وخاصة ذات التهوية الرديئة يرفع احتمالية انتقال الفيروس للشخص السليم بشكل كبير جداً ويساعد على انتشار المرض.
- عدم الحصول على تغذية سليمة يؤدي لضعف جهاز المناعة وعدم قدرته على مكافحة الأمراض المختلفة بما فيها الزكام فيسهل عملية الإصابة.
- التعرض لصدمة نفسية أو حزن شديد يؤثر بشكل مباشر على مناعة الإنسان، فيكون الجهاز المناعي في أسوء حالاته ما يؤثر على عملية مكافحة الفيروس.
علاج الزكام
تمتد فترة الإصابة عادة من أسبوع لثلاثة أسابيع في أغلب الحالات، ويفضل أن يعتمد خلالها الشخص على الأشياء الطبيعية التي تزيد من مناعة الجسم حتى يستطيع مقاومة الفيروس دون أي تدخل كيميائي، كما يجب أن يبتعد تماماً عن كل المضادات الحيوية وذلك لأنها لن تفيد في هذه الحالة إطلاقاً فالعدوى هنا فيروسية وليست بكتيرية بالتالي ستضعف هذه الأدوية الجهاز المناعي وتزيد من حدة المرض بدل معالجته، كل ما عليك هو إتباع الخطوات التالية لا أكثر حتى تساعد جسمك على شفاء نفسه:
- ابتعد تماماً عن أي مجهود عضلي وإلزم الراحة حتى تتعافى.
- يمكنك عمل بعض جلسات الاستنشاق وإضافة أعشاب طبيعية كالنعناع للتخلص من انسداد واحتقان الأنف.
- استعمل بعض الأدوية التي تساعد في التغلب على ارتفاع درجة الحرارة واحتقان الأنف والحلق لكن بحدود المعقول.
- ابتعد تماماً عن التدخين والأتربة حتى لا ترهق جهازك التنفسي.
- تناول الكثير من السوائل خاصة العصائر التي تحتوي على فيتامين ج.
الفرق بين الزكام والأنفلونزا
على الرغم من أن كلاهما مرض تنفسي تسببه عدوى فيروسية وتتشابه أعراضهما كثيراً لكن الفيروس المسبب لكل منها مختلف تماماً عن الأخر، وتظهر أوجه الاختلاف فيما يلي:
- الفيروسات المسببة للزكام أقل حدة وضراوة ولا تسبب عادة أي نوع من الأوبئة أو المضاعفات كما هو الحال في الأنفلونزا، ففيروس الأنفلونزا يتطور بشكل سريع وحاد في شكل طفرات جينية قد تؤدي لحدوث أوبئة عالمية وأشهر مثال على ذلك الانتشار الوبائي لأنفلونزا الطيور والخنازير، كما أن مضاعفاته خطيرة جداً قد تصل لحدوث التهابات رئوية حادة تؤدي للوفاة في بعض الأحيان.
- أعراض الأنفلونزا أشد حدة من الزكام فيصاب المريض بحمى وتعب ووهن عام في عضلات الجسم كما يصاحبها سعال جاف وحاد في أغلب الحالات.
لكن رغم ذلك يصعب على المريض التفريق بينهما اعتماداً على الأعراض فقط، لذلك لابد من إجراء فحوصات مخبرية للتأكد من نوع العدوى وتلقي العلاج المناسب خاصة في حالات الإصابة الشديدة التي تشمل ما يلي:
- وجود صعوبة في التنفس مع آلام في الصدر.
- ارتفاع شديد في درجة الحرارة وعدم الاستجابة للأدوية.
- آلام شديدة في الرأس ومقدمة الوجه.
- آلام في الأذن.
- تزايد الألم في منطقة الحلق مع استمرار السعال مدة طويلة دون الاستجابة للأدوية.