الشعاب المرجانية هي عبارة عن مجموعة من الهياكل الأرجوانية الحية، والتي تتواجد عادة في محيط المناطق المدارية وبالمياه الضحلة، وتشتهر الشعاب المرجانية بين كافة الكائنات البحرية بألوانها المبهجة وأشكالها البديعة.
الشعاب المرجانية .. الأهمية والتهديدات :
النظر إلى الشعاب المرجانية على أنها مجرد مخلوق جميل الشكل هي نظرة مشابة بكثير من القصور، فالحقيقة أن هذه المخلوقات تلعب دوراً بالغ الأهمية في حماية البيئة وحفظ توازنها، إلا أن هذه الأدوار التي تلعبها لم تشفع لدى البشر، وبسبب التصرفات الغير المسئولة منهم صارت نسبة كبيرة من تلك الشعاب اليوم مهددة بالفناء.
أولاً : أهمية الشعاب المرجانية :
الشعاب المرجانية تلعب عِدة أدوار بيئية جميعها بالغة الأهمية، وقد أوجز العلماء هذه الأدوار فيما يلي :
مصدات للأمواج :
يُرجح العلماء أن شواطيء المدن الساحلية ستتعرض للتآكل والغرق بنسبة كبيرة خلال الـ 50 عاماً القادمة، والمدن سعيدة حظ التي لديها فرصة أكبر في النجاة من الغرق، هي تلك التي تحد شطآنها أحزمة من الشعاب المرجانية ،حيث أن نمو هذه الشعاب على حافة الساحل يشكل حاجزاً يصد الأمواج عن اليابسة، ومن ثم تقلل من شدة العواصف وتحد مما قد يترتب عليها من نتائج مدمرة.
علاج :
المؤشرات الأولية لبعض الأبحاث التي تجرى حالياً تقول أن الشعاب المرجانية قد تحدث طفرة في عالم الطب، وذلك لأن طبيعة الشعاب المرجانية الجامعة بين المسامية والصلابة، جعلت تركيبها أقرب ما يكون إلى تركيب نسيج عظام الإنسان، ولهذا يرى العلماء أن من الممكن استخدام الشعاب المرجانية في تخليق عظام بشرية صناعية.
التوازن البيئي :
الشعاب المرجانية تلعب دوراً مهماً في المحافظة على التوازن البيئي البحري، وذلك لأنها تعتبر مأوى لعدد غير قليل من الأسماك الصغيرة، ففي كنفها تتوفر لهم الحماية من المفترسات والأسماك الأكبر، بجانب أن وجود الشعاب المرجانية يوفر لهذه الأسماك العوالق التي تعد المصدر الرئيسي لغذاءها، وبالتالي فأن أي خلل يصيب معدلات انتشار الشعاب المرجانية ،سيترتب عليه سلسلة طويلة من الاختلالات بمعدلات انتشار الكائنات البحرية الأخرى..
الدخل القومي :
الشعاب المرجانية تعتبر من أهم عوامل الجذب السياحي، فهي لا تتوفر إلا بمحيط البحار الدافئة ذات الشواطيء الرملية الناعمة، هذا بجانب ما تمتع به الشعاب المرجانية نفسها من مظهر بديع خلاب للناظرين، والأسماك الملونة الزاهية التي لا تتخذ من هذه الشعاب مأوى لها وتنتشر في محيطها، كل ذلك يشجع السائح على القدوم إلى مواطن انتشار الشعاب المرجانية ،وممارسة رياضة الغوص هناك للتمتع بمشاهدة هذه البيئة البحرية الساحرة، وهذا يعد مصدر دخل إضافي للبلاد الساحلية يؤدي إلى إنعاش اقتصاد الدولة.
ثانياً : تهديدات الشعاب المرجانية :
رغم ما سبق ذكره عن الأهمية القصوى لهذه المستعمرات المرجانية، ودورها في الحفاظ على التوازن البيئي وحماية المدن الساحلية، إلا أن حوالي 60% من الشعاب المرجانية معرضة للخطر ومهددة بالموت، وهذا بسبب عِدة عوامل يمكن حصرها في :
تلوث المياه :
الشعاب المرجانية شأنها شأن كافة الكائنات البحرية الأخرى، أول العوامل المسببة لإبداتهم هو تلوث المسطحات المائية، وخاصة التلوثات الناتجة عن مخلفات السفن والتسريبات النفطية.
ظاهرة الاحتباس الحراري :
يعد الاحتباس الحراري من أخطر العوامل التي تعمل على تدمير الشعاب المرجانية ،وذلك لأن ما يصاحبه من ارتفاعات بدرجة حرارة المياه يؤثر تأثيراً سلبياً على الشعاب المرجانية ،علاوة على أن تكرار العواصف وارتفاع مستوى البحر يؤدي إلى تدمير الشعاب المرجانية تماماً.
الصيد المحرم :
أيضاً من الأمور التي تعرض الشعاب المرجانية للأخطر هي الصيد بالأساليب المحرمة، والتي تلحق أضراراً عديدة بالبيئة وتتسبب في تلوثها، ومن بينها الصيد باستخدام الديناميت المتفجر أو الصيد عن طريق السيانيد والمواد الكيميائية.
التوسع العمراني :
لا شيء أخطر على الطبيعة من جشع الجنس البشري وطمعه، فنسبة كبيرة من الشعاب المرجانية هلكت بسبب عمليات التوسع العمراني، فلزيادة مساحة الأراضي الساحلية لإقامة المطارات والقرى السياحية، اندثرت كميات هائلة من هذه الشعاب أسفل أطنان من الأسمنت، هذا بخلاف ما يتم من تجريف لقيعان البيئات البحرية بهدف تعميق الموانيء وتوسيع الممرات الملاحية.