عملية البسترة من أهم العمليات التي تتم في عالم الصناعات الغذائية، وذلك لأهميتها في حفظ منتجات الألبان بشكل عام، وزيادة مدة صلاحيتها، بالتالي تُمكن التجار من الاحتفاظ بالمنتجات لفترة أطول دون الخوف من انتهاء مدة صلاحيتها، كما تُساهم في حماية المستهلك من أخطار التسمم الغذائي التي قد تنتج عن وجود البكتريا الضارة في الألبان، فالمعروف أن عمر منتجات الحليب غير المبسترة خاص الحليب والزبادي لا تدوم أكثر من يوم أو اثنين على أقصى تقدير حتى ولو تم حفظها في مكان بارد، إذاً ما هي عملية البسترة وكيف تتم وما أهميتها وأنواعها؟ هذا ما سنتعرف عليه في المقال التالي بالتفصيل.
لماذا تتم عملية بسترة منتجات الألبان وما هي البسترة ؟
تاريخ اكتشاف البسترة
يرجع اكتشاف عملية البسترة لمنتصف القرن التاسع عشر تحديداً عام 1864م، على يد العالم الفرنسي لويس باستير، وهو أحد أشهر علماء الكيمياء ويرجع له الفضل في ابتكار العديد من طرق المعالجة الكيميائية للأطعمة والمشروبات المختلفة، فقد كان أول من توصل لطريقة علمية سليمة للقضاء على بكتريا التخمر التي تُسبب فساد منتجات الألبان دون الإضرار بالقيمة الغذائية للحليب، بالتالي أصبحت الفرصة أكبر للاحتفاظ بها مدة طويلة.
ما هي البسترة؟
من المعروف أن أي تسخين مستمر وشديد لأي منتج غذائي طبيعي يُفقده العديد من الفيتامينات والمعادن الهامة، بالتالي تقل قيمته الغذائية، لكن في نفس الوقت لا يُمكن تناول أغلب المنتجات دون تسخين وإلا تعرض الإنسان للإصابة بالعديد من الأمراض المختلفة مثل الحمى القرمزية والتسمم الغذائي وغيرها.
لكن عملية البسترة تمكنت من التغلب على هذه الفجوة، حيث يتم تسخين السوائل بطرق علمية معينة لمدة وجيزة، ثم تبريدها بشكل مُفاجئ بالتالي يتم القضاء على أغلب البكتيريا الموجودة في السائل دون أن يفقد أي كمية تُذكر من المعادن والفيتامينات التي يحتويها.
ما هو المنتج المبستر؟
المنتج المبستر هو المنتج الذي تعرض لدرجة حرارة عالية بطريقة معينة بحيث يُعطي نتائج سالبة عند خضوعه لفحص الفوسفاتيز ما يعني أنه خالي من البكتريا الضارة، ثم تم تعبئته مباشرة بعد تبريده بطريقة تضمن عدم وصول أي بكتيريا إليه.
ما هي أنواع البسترة
يوجد ثلاث أنواع رئيسية لعملية البسترة، تم تصنيفها حسب المدة التي يخضع لها السائل للحرارة والتبريد كما يلي:
-
البسترة البطيئة
تتم عن طريق تمرير السائل المراد بسترته في جهاز حلزوني يتم تسخينه بواسطة الماء على درجة حرارة 85 مئوية لمدة 30 دقيقة ثم تبريده مباشرة بشكل مفاجئ.
-
البسترة السريعة
فيها يتم تسخين السائل لمدة 20 ثانية على درجة حرارة 90 درجة مئوية ثم تبريده بشكل لحظي ومفاجئ، حيث يتسبب تغير درجة الحرارة المفاجئ في انعدام قدرة البكتريا على التأقلم بالتالي تتمزق أنسجتها نتيجة التمدد والانكماش المفاجئ فتموت.
-
البسترة اللحظية
يتم تسخين الألبان لدرجة حرارة 90 مئوية لمدة 10 ثواني على أقصى تقدير ثم تبريده مباشرة، وتُستخدم هذه الطريقة في صناعة القشدة والزبدة والأجبان.
ما هي العمليات التي تسبق البسترة؟
عادة تسبق عملية البسترة عدة عمليات أخرى الهدف منها إعداد الحليب لغرض الصناعة منها عملية تجنيس اللبن، هذه العملية يكون الغرض منها هو تقليل قدرة الدهون الموجود بالحليب على التجمع معاً وتكوين كتل دهنية “قشدة” كما يحدث مع الحليب الطبيعي، ويتم ذلك عن طريق تفتيتها لجزيئات صغيرة جداً موزعة في الحليب بشكل منتظم، لكن يجب الحذر عند بسترة اللبن المجنس، فإذا تم بسترته على درجة حرارة منخفضة أكثر من اللازم، ظهر به طعم مزنخ نتيجة نشاط إنزيم معين يقوم بتحليل الدهون الموجودة به بسبب صغر حجمها، أما إذا تم بسترته في درجات حرارة عالية تغير طعمه بشكل ملحوظ وأصبح أقرب للمطبوخ.
ما هي شروط عملية البسترة الصحيحة؟
لكي تكون عملية البسترة صحيحة ومطابقة للمواصفات المتعارف عليها لابد أن تتوافر بها عدة شروط أهمها ما يلي:
- القضاء على أغلب البكتيريا والكائنات الضارة الموجودة في الحليب دون أن يؤثر ذلك على لونه أو طعمه.
- أن يحتفظ الحليب بأكبر نسبة ممكنة من قيمته الغذائية.
- الحفاظ على سلامة اللبن المبستر من التلوث سواء في أجهزة البسترة أو عند تعبئته، كما يجب تعبئته في عبوات خاصة تمنع دخول الهواء والبكتريا إليه حتى يحتفظ بسلامته.
تأثير عملية البسترة على القيمة الغذائية للحليب
- عند بسترة الحليب تنخفض نسبة بعض المعادن به كالكالسيوم والفسفور نتيجة تعرضه للحرارة الشديدة، لكن رغم ذلك لا يُعتبر الانخفاض جذري لدرجة تؤثر على طبيعة الحليب، بل يُمكن القول أن اللبن المبستر له نفس القيمة الغذائية للبن الطبيعي.
ما هو الفرق بين عملية البسترة والتعقيم
- عملية التعقيم هي عملية تهدف لقتل كافة الكائنات الدقيقة الموجودة في الأغذية، أي تكون نسبتها صفر بالمائة، لكن هذه العملية لا يتم الاعتماد عليها في المنتجات والأغذية المعلبة عادة لأنها تؤثر بشكل سلبي على القيمة الغذائية للمنتج.
- أما عملية البسترة فهدفها هو تقليل نسبة الكائنات الدقيقة المسبب للمرض إلى حد يمنع نشاطها أو قدرتها على التسبب بالعدوى طالما كانت الأغذية محفوظة بشكل سليم ولم تتعدى فترة صلاحيتها.
شكرا ساعدتموني في بحثي
شكرا لكم على هذا الجهد و هذه المعلومات التي أضافت لي الشيء الكثير
التعليقات مغلقة.