كلاب الهاسكي تتميز بالتكوين الجسدي المميز والجميل، حيث أن لها عيون زرقاء وتغطى بشعيرات كثيفة بيضاء يُخالطها لون آخر مثل الرمادي أو الأسود، نشأت تلك الفصيلة من الكلاب في الأصل في المناطق الباردة من سيبريا، وتم ترويضها في البداية لاستخدامها في جر زلاجات الجليد، ومع الوقت بدأ هواة تربية الحيوانات في اقتنائها وتربيتها في محيط المنازل بسبب جمالها الشكلي ومظهرها الجذاب، بالإضافة إلى ما تتسم به كلاب الهاكسي من ذكاء حاد ونشاط دائم جعلاها من أفضل الكلاب الرياضية، لكن رغم تلك المميزات يُحذر خبراء تربية الحيوانات منها ويصفونها بالكلاب صعبة الترويض.. فترى لماذا؟
صعوبات ترويض كلاب الهاسكي
يجد الغير مُتمرس في مجال تربية الحيوانات الأليفة والمنزلية صعوبة كبيرة في التعامل مع كلاب الهاسكي وترويضها، وذلك يرجع إلى العديد من الصفات الفطرية التي تميز تلك الفصيلة من الكلاب عن غيرها وفي مقدمتها الآتي:
التمرد
لا تعتبر كلاب الهاسكي خياراً جيداً لمن ليس لديهم خبرة كبيرة في مجال تربية الحيوانات المنزلية، وذلك يرجع إلى نزعة التمرد التي تسيطر على تصرفات هذا النوع من الكلاب، حيث يؤكد الخبراء أن الطاعة العمياء ليست من صفات الهاسكي كما هو الحال مع أنواع الكلاب الأخرى، حتى أنه في بعض الأحيان يرفض تنفيذ الأوامر لمجرد الرفض خاصة أنه يحن دائماً إلى حياته في بيئته الطبيعية.
لذلك إذا كان الشخص ليس خبيراً في استئناس الحيوانات سيواجه صعوبة كبيرة في التعامل مع كلاب الهاسكي السيبيرية، حيث أثبتت التجارب أن حتى إسناد مهمة تطويع الكلب إلى شخص مختصص في ترويض الحيوانات لن يجدي نفعاً، حيث أن هذا النوع قد يستجيب لأوامر شخص ولا يستجيب لآخر، حيث أن الأمر في النهاية يرتبط بمدى شعوره بالألفة تجاه الشخص الذي يصدر إليه الأوامر.
النشاط العالي
تمتاز فصيلة كلاب الهاسكي بكونها دائمة الحركة والنشاط، مما يعني أن تربيتها داخل المنزل قد يؤدي إلى تدميره دون مبالغة، خاصة أن كلب الهاسكي يهوى استكشاف الأماكن المحيطة به ولا يكف عن العبث بالأشياء، لكل هذه الأسباب لا ينصح أبداً بالاحتفاظ بهذا النوع من الكلاب داخل المنزل ويجب تربيته في الباحات أو الحدائق الملحقة به.
الهروب المتكرر
ذكرنا سابقاً أن كلاب الهاسكي متمردة بطبيعتها ترفض الانصياع إلى الأوامر التي يوجهها إليها الشخص الذي يقوم بتربيتها، بناء على ذلك يجب الانتباه من احتمالية إقدام هذا النوع من الكلاب على الهروب، خاصة أنها بفطرتها ترفض البقاء داخل نطاق محدد وتُفضل التجول في الانحاء واستكشاف المناطق المحيطة.
ينصح الخبراء في مجال تربية الحيوانات المستأنسة بضرورة الاحتفاظ بـ كلاب الهاسكي داخل الأقفاص، حيث أن تلك هي الوسيلة الوحيدة لمنعها من الهروب حتى إذا كانت مُدربة، مع ضرورة أن يكون القفص متسع بقدر كافي يسمح لها بالتحرك داخله.
ليست كلاباً للحراسة
يعتمد الإنسان على الكلب لحراسته وهذا كان أول الأسباب التي دفعته إلى تربيته في العصور القديمة، لكن تلك القاعدة لا تسري على كلاب الهاسكي بأي شكل، حيث أن نباح الكلاب هو ما يُحذر الإنسان عند اقتراب اللصوص أو الغرباء من منزله، لكن تلك الهاسكي لا تنبح إلا نادراً وبالطبع الاقفاص التي يتم تربيتها داخلها ستمنعها من مهاجمة اللصوص.
صعوبة التأقلم مع الطقس
مشكلة أخرى ستواجه مُربي كلاب الهاسكي وهي ضرورة توفير مناخ رطب مائل للبرودة، حيث أن البيئة الطبيعية التي تعيش فيها تلك الكلاب هي البيئة الثلجية المتجمدة، ويؤكد البيطريون أن الطقس الدافئ أو الحار قد يؤثر بشكل سلبي على الحالة الصحية لهذا النوع من الكلاب.
يمكن تربية كلاب الهاسكي في الدول الحارة ولكن في تلك الحالة يجب إجراء فحص بيطري دوري لهم، كما يجب استقدامهم خلال فصل الشتاء ومن ثم تهيأتهم إلى استقبال الطقس الصيفي الحار، وتجدر بنا الإشارة هنا إلى أن بدأ تدريب الهاسكي خلال فصل الصيف من الأمور الخاطئة التي يمكن أن يقع فيها المُربيين، حيث أن الكلاب تنزعج عند ارتفاع درجة الحرارة وبالتالي لن تستجب لأي من التدريبات خلال تلك الفترة.