تعتبر مشكلة تورم القدمين من المشاكل التي يكثر ظهورها لدى النساء بشكل خاص وذلك في الأوقات العادية وفترة الحمل ولكبار السن، ومن الممكن أن يكون ظهور هذه المشكلة بسبب التعرض طويلًا للمشي أو ملامسة القدم لأراضي ذات درجة حرارة مرتفعة وهذه أمور عارضة يسهل الاستشفاء منها، ولكن ما يصعب الاستشفاء منه هو أن يكون سبب الظهور نابع عن اضطرابات مرضية داخل جسم الإنسان، مثل الفشل الكلوي الذي تكون في الكلى غير قادرة على التخلص تمامًا من المياه والملح الموجودين بالجسم، فيؤدي هذا التراكم الشديد إلى الإصابة بمشكلة تورم القدمين وحدوث بعض المضاعفات الأخرى، أو من الممكن أن يكون بسبب عدم قدرة القلب على القيام بوظائفه بشكل سليم، أو إصابة الكبد ببعض الفيروسات مثل فيروس بي وسي وإيه أو الوصول لأخر مراحله من تشمع الكبد، ولذا فإنه يمكننا القضاء على مشكلة تورم القدمين بكل سهولة إذا كانت بسبب العوامل الخارجية، أما إذا كانت بسبب إحدى العوامل الداخلية فسيكون الأمر صعب بكل تأكيد.
أسباب حدوث تورم القدمين عند النساء
توجد العديد من الأسباب التي تؤدي لحدوث تورم القدمين لدى النساء بشكل خاص، وتنقسم هذه الأسباب إلى داخلية وخارجية، ونحن سنوضح في السطور التالية الأسباب الداخلية أولًا ثم نتبعها بتوضيح الأسباب والعوامل الخارجية.
إصابة الجسم بالفشل الكلوي
أولى الأسباب التي تؤدي لظهور مشكلة تورم القدمين هو إصابة الجسم بمرض الفشل الكلوي، الكلى هي المسئولة عن التخلص من فضلات عملية التمثيل الغذائي بالجسم وعند حدوث أي عجز أو فشل بها تحدث الكثير من الاختلالات بالجسم، والفشل الكلوي هذا يكون على حالتين الحالة الأولية منه تكون سهلة ويمكن القضاء عليها بواسطة الطبيب وبعض الأدوية، والحالية الأخرى يكون فيها الأمر صعب للغاية ولا يمكن الاستشفاء منها إلا في الحالات النادرة، وأثناء هذا الفشل تكون الكلى غير قادرة على تصريف بقايا ملح الطعام الموجودة بالجسم بعد تناولنا للأطعمة المالحة، وهذه البقايا الملحية تتمكن من جذب الماء إليها حيث أنه للملح قدرة رهيبة على جذب جزيئات الماء بكل سهولة.
ومع مرور بعض الوقت تتراكم الكثير من جزيئات الماء وهنا لابد من ظهور بعض الأعراض على الإنسان أشهرها هو تورم القدمين، وذلك لأن القدمين هم أخر أجزاء الجسم وبالتالي تترسب بهما المياه ثم تنتفخ وتتورم، ومع زيادة الكمية أكثر تصل الآثار إلى الرئتين وتعيق عملية استنشاق الهواء، ولذا علينا متابعة الحالة مع الطبيب المختص للحد من هذه التطورات فور بدايتها لكيلا تعيق حركة الجسم بشكل كامل.
حدوث خلل مفاجئ بالقلب
يرتبط القلب ارتباطًا كليًا بجميع أجهزة الجسم ولذلك فهو له تأثير شديد على الكلى وعند حدوث أي خلل به سيؤثر بكل تأكيد على الكلى، تقول الإحصائيات العالمية أن أغلب دول العالم بها ما لا يقل عن خمسة ملايين شخص مصاب بقصور في القلب، وهذا القصور أو الخلل لا يعني توقفه تمامًا عن العمل فإذا توقف تمامًا يموت الإنسان على وجه السرعة، ولذلك فهذا القصور يعني عدم عمل القلب بالشكل الاعتيادي له فيصبح ضخ الدم الجسم على نحو أقل من ذي قبل، فبالتالي عدم قدرة الدم على حمل المواد الغذائية والأكسجين إلى المناطق التي تحتاج لهذه المواد، ومن ضمن هذه المناطق هي منطقة الكلى التي تحتاج إلى الدم لكي تستطيع تصريف جزيئات الملح الداخل مع الطعام، وعند عجز القلب عن إمدادها بالدم تحتفظ هي الأخرى بالملح الموجود بها ولا تستطيع إخراجه مع فضلات الطعام.
وهنا تأتي جزيئات الماء فتلتصق بالملح وتبقى بالجسم وتزداد مع الوقت حتى يحدث تورم القدمين، وما يزيد الطين بلة هو زيادة إفراز هرمون الألدوستيرون الذي يجعل أنابيب الكلى تحتفظ بالماء والملح بشكل أكبر وهنا يكون الأمر أكثر خطوة فالاحتباس يأتي من كل مكان، وبالتالي يزداد التورم والانتفاخ بصورة أكبر وهنا لابد من الذهاب للطبيب بسرعة للحد من هذا الانتفاخ والقضاء عليه.
الإصابة بالتشميع الكبدي
تصاب النساء والرجال في بعض الأحيان بفيروسات الكبد مثل إيه وبي وسي والتي من الممكن أن تتطور وتصبح تشمع كبدي أكثر خطورة وفتكًا بالإنسان، وتنتقل هذه الفيروسات بواسطة التواصل الدموي أو الحقن الطبية وخاصة التي تدخل في الوريد، وعادة ما يكون متعاطي المخدرات هم أكثر عرضة للإصابة بفيروسات الكبد وذلك بسبب دخول حقن غير معقمة أكثر من مرة للوريد، أو الرعاية الطبية الخاطئة وغيرها من الأسباب المختلفة التي تؤدي لانتقال الفيروسات الكبدية للأشخاص الآخرين، فالفيروس أساسًا موجود لكي ينتقل بين شخص لأخر فهذه هي دورة حياته التي يحبها ويود أن ينمو فيها، ومع ترك هذه الفيروسات بدون معالجة ومتابعة طبية يحدث خلل في وظائف الكبد ثم يحدث التشميع أو ألتليف الكبدي.
وهو يعتبر أخر مراحل فساد الكبد ولذلك فمن يصلوا لهذه المرحلة يكونوا على شفا حفرة من الموت، ومن ضمن الأعراض الكثيرة التي يسببها التشميع الكبدي أو الفيروسات هو تورم القدمين، ومشاكل الفشل الكلوي واختلال وظائف القلب والإصابة بأحد فيروسات الكبد المسببة لظهور تورم القدمين هي مشاكل داخلية مزمنة يصعب التخلص منها، ولكن يمكننا الحد من تورم القدمين بواسطة بعض الأدوية التي سيكتبها الطبيب المختص.
تأثير الحمل على المرأة
يؤثر الحمل بشكل كبير على صحة المرأة وتكون في هذه الفترة هي الأكثر عرضة للأمراض بالمقارنة مع بقية النساء، حيث أن جسم المرأة الحامل يتعرض لدرجة حرارة مرتفعة جدًا خلال فصل الصيف وهذا عامل هام في ظهور مشكلة تورم القدمين وتورم أماكن أخرى بالجسم، هذا بجانب أنها تحمل وزن كبير يزيد عن قدرتها وطاقتها الضعيفة بعض الشيء، فهذا يجعل الضغط والعبء يقع بشكل أكبر على الأجزاء السفلى من الجسم مثل القدمين والركبتين وجميع أجزاء الأرجل، ولا ننسى أنها في بعض الأحيان لا تهتم براحتها لكي تقضي مهام المنزل المطلوبة منها ومن الطبيعي أن تأخذ المرأة الكثير من الراحة خلال فترات الحمل وبالأخص الفترات الأخيرة، لكي تقدر على الصمود طوال التسعة أشهر ولتجنب حدوث أس شيء للجنين، وعند عدم الانصياع لهذه الأمور والقيام بأداء المهام اليومية بصورة اعتيادية فإن ذلك سيؤثر عليها بشكل كبير ومن ضمن أحد هذه التأثيرات هو تورم القدمين.
ولا ننسى تناولها بعض الأدوية مثل مضادات الالتهابات أو أحد المركبات العضوية مثل الستيرويد التي تعمل على حفظ الأجنة وحملها خلال فترات الحمل المختلفة، فهذه الأدوية تزيد من حبس الماء والأملاح بالجسد وبالتالي تتراكم وتترسب في أسفل القدمين حتى ينتج عنها مشكلة تورم القدمين التي تعيق الحركة وتسبب بعض الآلام للإنسان، لذا فنحن ننصح المرأة الحامل بعدم الوقوف كثيرًا أو حمل الأشياء الثقيلة، وعدم ارتداء أحذية ضيقة بعض الشيء فلابد من أن تكون مريحة، هذا بجانب تقليل الأملاح في الطعام وشرب الماء بصورة جيدة.
التعرض لضربة شديدة بالقدم
تعتبر المرأة بشكل عام كائن ضعيف ومعرض للإصابة بشكل أكبر من الرجل ولذا عند تعرضها لضربة في القدم فسيكون الألم والتورم أشد بالنسبة لها، وتعتبر تلك الضربات والكدمات هي العامل الأكثر ذيوعًا لدى من يعانون من تورم القدمين، وذلك لكثرة الاحتكاك بالأجسام الأخرى والتعرض للخبطات الغير مقصودة في الأشياء الصلبة أو الخشبية، وتظهر بعض الإحصائيات أن المفاصل والساق هي الأكثر تأثرًا بتلك الضربات والكدمات عند النساء، أما ما يتسبب في تورم القدمين للمرأة فهو التواء الكاحل سواء بالتعثر عند المشي أو ممارسة بعض التمارين الرياضية، ومن الممكن أن يتطور الأمر فيصبح كسر بعظام القدم وهذه الحالة هي الأكثر خطوة ولابد من الذهاب للطبيب في أسرع وقت لتدارك الأمر ورد هذا الكسر، هذا بجانب أن الأشخاص البدينين أصحاب الوزن الزائد هم الأكثر عرضة لمشكلة تورم القدمين.
لأن الأوزان الثقيلة تؤثر على الأقدام وتعتبر حمل ليس بالقليل عليها ومع التعرض لأي ضربات أو قفزات شديدة تظهر مشكلة تورم القدمين سريعًا، ناهيك عن المشاكل الأخرى التي يتسبب بها الوزن الزائد مثل داء السكري، وارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم، وهشاشة العظام، وعدم القدرة على التقاط الأنفاس بشكل جيد، فلذا يحذر الأطباء من الإفراط في تناول الطعام وينصحون بعمل رجيم ينقص الوزن بعض الشيء ويقلل من مخاطرة.
احتباس الكثير من السوائل
من العوامل التي تؤدي لظهور مشكلة تورم القدمين هو كثرة احتباس السوائل بالجسم وخاصة الماء، ويرتبط هذا الاحتباس بالفشل الكلوي بعض الشيء وذلك لأن الكلى هي المسئولة عن تصريف الماء الموجود بالجسم عن طريق فضلات الطعام، وعند عدم قدرة الكلى على القيام بهذا التصريف تتراكم الكثير من المياه بالجسم وهذا ما يؤدي لحدوث بعض الانتفاخات والتورمات بالجسم مثل تورم القدمين، وهذه التورمات التي تظهر بسبب احتباس السوائل المائية بالجسم يمكننا القضاء عليها بسهولة بواسطة بعض الأدوية التي تضبط مستوى التصريف المائي بالجسم، هذا بجانب أن الألم والأوجاع التي تنتج عن هذه المشكلة تكون أقل حدة من غيرها وأقل انتفاخًا أيضًا، ولكن يجب على المرأة الاهتمام بصحتها وعدم المشي أو الضغط على القدمين كثيرًا عند تعرضها لهذه المشكلة، وذلك للتقليل من حدة المشكلة ومنع تطورها وحدوث أي تغيير سيء بها، وعادة ما تأتي الإصابة في هذه الحالة بالأطراف السفلى للقدم والساقين.
القيام بالكثير من الأشغال الشاقة
نظرًا لالتزام المرأة بالأعمال المنزلية فأنها تقضي أغلب وقتها في تنظيف وضبط المنزل والقيام بأعمال المطبخ بجانب المهام الأخرى، ولذا فإن هذا المجهود الكبير بالنسبة لها يؤدي لظهور مشكلة تورم القدمين وفي بعض الأحيان يتطور الأمر ويصبح التهاب في مفاصل القدمين، ذاك فقط هو أثر كثرة الأعمال المنزلية فما بالك إذا كانت تقوم ببعض الأنشطة الخارجية أو تعمل في وظيفة تعتمد على الحركة والتنقل بشكل أساسي، فبالطبع سيكون الأمر أكثر شدة وخطرًا عليها لذا لابد من أخذها قسطًا كافيًا من الراحة لمنح الجسم مكافئة على المجهود الذي يبذل يوميًا.
وتعتبر النساء التي في مرحلة الشيخوخة هم الأكثر تعرضًا لمشكلة تورم القدمين وذلك لأنهما في حالة يسهل على الجسم الإصابة بأي شيء، ناهيك أن عظامهم تكون هشه وتشعر بالكدمات والضربات بشكل أكبر من الأشخاص العاديين، وأيضًا النساء التي في فترة الحيض والحمل يكونون معرضون بشكل أكبر للإصابة بتورم القدمين.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
الكاتب: أحمد علي