بئر زمزم في مكة المكرمة له مكانة عظيمة في نفس كل مسلم، وماء زمزم نفسه أوصى الرسول الأمي عليه الصلاة والسلام في أحاديثه بتناوله، وأشار إلى فضله وما يمتاز به من خواص علاجية، وقد أثار بئر زمزم فضول العلماء لسنوات طويلة، ومع تطور آليات البحث العلمي ومع الرغبة الجامحة في كشف الأسرار، عقدت عدة دراسات حول البئر والماء المستخرج منه، والنتائج التي توصلت إليها تلك الأبحاث لم تزدنا إلا عجباً.
أسرار وعجائب بئر زمزم :
توصلت الدراسات التي عقدت حول بئر زمزم للعديد من الحقائق العجيبة المتعلقة به، والتي من بينها:
بئر لا ينضب :
من أولى العوامل المميزة لـ بئر زمزم وتجعل منه آية لكل إنسان مؤمن، هو إنه البئر الوحيد على كوكب الأرض الذي لا ينضب، رغم إنه تفجر منذ قرون بعيدة، ويستهلك بشكل دوري ويقبل عليه، وكل يرغب في أن يحصل على قدر من الماء المتفجر منه، ولكنه سبحان الله رغم هذا كله يتجدد الماء في غوره باستمرار، ومنسوبه لا يقل بل إنه على العكس في تزايد مستمر، وهو ما سنتطرق إليه تفصيلاً بالنقطة التالية.
منسوب ضخ المياه :
قام مجموعة من العلماء بدراسة منسوب المياه في بئر زمزم ،في محاولة للتعرف على سر عدم نضوبه، وما معدل ضخ الماء من العيون المتصلة به إلى البئر نفسه، وكانت النتيجة مذهلة بكل المقاييس، وهو ما دفع العلماء إلى إعادة حساباتهم مرة بعد مرة للتأكد من صحتها، وفي النهاية سلموا بحقيقة إن معدل ضخ الماء في بئر زمزم ما بين 11 : 18 لتراً من الماء في الثانية الواحدة.
المذاق الحلو :
الماء بشكل مطلق لا رائحة له ولا لون ولا مذاق محدد، ولكن ماء زمزم من أهم مميزاته المذاق الطيب الحلو، وليس هذا هو الأمر العجيب، إنما العجيب هو إن العلماء حين قاموا بتحليل عينة ماء مستخرجة من بئر زمزم ،وجدوا إن هناك تناقضاً واضحاً ما بين المذاق والتركيب، بمعنى إن نسبة الأملاح الكلية المتوفرة في ماء زمزم مرتفعة جداً، ولكن في ذات الوقت فإن شاربه لا يستشعر بهذه الملوحة، ويقول العلماء إن نسبة الأملاح الكلية في ماء زمزم لو متوفرة بأي نوع آخر من المياه ما استطاع إنسان تناوله.
لا يتأثر بالجو :
كل ماء يصلح للشرب لفترة معينة من الزمن ثم يفسد، ولكن تلك الحقيقة العلمية المثبتة أيضاً لا تنطبق على الماء المستخرج من بئر زمزم ،فالدراسات التي أجريت عليه للتعرف على خصائصه وتركيبه، وجدت إن هذا الماء بعكس كافة أنواع المياه الأخرى التي يتناولها الإنسان، لا يتقطن ولا يتعفن ولا يطرأ أي تغيير على طعمه أو لونه أو رائحته، أي إنه لا يتأثر ثمة تأثر بتعرضه للمحيط الخارجي أو العوامل الجوية، وقد عقد العلماء مقارنة بينه في هذا الصدد وبين عينات ماء من مصادر أخرى مختلفة، مثل مياه البحار والأنهار والمياه الجوفية ومياه الأمطار، وكانت النتيجة إن كل هذه الأنواع يطرأ عليها تغيرات أما ماء زمزم لا، وأرجع العلماء السبب في ذلك إلى التركيب الكيميائي الفريد الذي تمتاز به مياه بئر زمزم
مضاد للجراثيم :
كل العجائب المذكورة لـ بئر زمزم وغيرها، أرجعها العلماء إلى سبب رئيسي واحد، وهو إن البئر والماء تركيبهما الكيميائي يحول دون نمو البكتيريا أو تواجد الجراثيم، وهو ما يؤدي إلى ثبات تركيب الماء النابع منه، ويمنحه تلك الخواص المميزة له، فلا يتأثر بالعوامل الجوية أو غيرها، وهذا كله بجانب إن بعض الدراسات أشارت إلى أن ماء زمزم له خواص علاجية عديدة.