المقابلات الشخصية هي الخطوة الأخيرة والأهم نحو الحصول على الوظائف، وأهمية هذه الخطوة هي إنها تمثل الحد الفاصل ما بين النجاح والفشل، واجتيازها يعني الحصول على الوظيفة المنشودة واتخاذ أول خطوة نحو تحقيق الأهداف المستقبلية، ولكن نسبة كبيرة من الباحثين عن الوظائف يشكون فشلهم في اجتياز المقابلات الشخصية ،والأمر هنا لا يتعلق بسوء الحظ، بل يتعلق بمجموعة من الأخطاء المتكررة، والنجاح في المقابلة الشخصية أو إنترفيو يبدأ بالتعرف عليها ومن ثم تلافيها.
أسباب فشل المقابلات الشخصية :
حدد المتخصصون عدة عوامل قد يفشل الإنسان بسببها في اجتياز المقابلات الشخصية ،ومن أكثر تلك العوامل شيوعاً الآتي:
لم تبد اهتماماً كفاياً :
وفقاً للإحصاءات فإن نسبة كبيرة ممن خسروا الوظائف نتيجة فشل المقابلات الشخصية ،هو إنهم لم يبدوا اهتماماً كافياً بشغل تلك الوظيفة، والمؤسف هو إن ذلك عادة يكون مخالف للواقع والحقيقة، فقد يكون المتقدم مهتماً بالفعل وراغب بشدة في شغل الوظيفة، لكنه لم يُظهر ذلك لمدير التوظيف الذي أجرى معه المقابلة، لهذا يوصي الخبراء بعدم الحرج من إلقاء الأسئلة التي تدور في ذهنك، أسأل عن أهداف الشركة وطموحتها والدور المطلوب منك تأديته من خلال هذه الوظيفة، فهذا من شأنه أن يُشعر المسؤل باهتمامك بشغل هذه الوظيفة بالذات، وإنك لم تأت إليه فقط بحثاً عن مصدر للدخل أيا كان، وبالتالي يخلق لديه قناعة بإنك الشخص المناسب، وإن الوظيفة المعروضة تتوافق مع طموحك وبالتالي ستؤديها على الوجه الأكمل، وإنك ستتقبل إجهاد العمل الناتج عنه بصدر رحب.
التهرب من الإجابة :
من أهم العوامل المسببة لفشل المقابلات الشخصية هو محاولة المتقدم التملص من الإجابات، البعض يرى إن في ذلك شىء من الدبلوماسية، بينما في الواقع هو يثير شكوك المسؤل بجهة التوظيف تجاهك، فإن تلك إجاباتك الغير واضحة تدفعه لأحد اعتقادين، إما أنك تفتقر إلى المعلومات والخبرات اللازمة لشغل تلك الوظيفة، أو إنك لم تفتقد إلى التركيز ولم تنصت إلى السؤال الذي طرحه بالشكل الكافي، وفي كلا الحالتين سيترك هذا لديه انطباع سىء عنك، لهذا يوصي الخبراء بأن تجيب بصراحة وأن تقول الإجابة التي أنت مقتنع بها وليس التي يود المسؤل سماعها، فبنسبة كبيرة يكون هدفه من السؤال التعرف على شخصيتك وأسلوب تفكيرك، والذي قد يكون رائعاً بالفعل ولكنك تخفيه بالتهرب.
قلة المعلومات :
من أهم العوامل التي ترجح أحد المتقدمين لشغل الوظيقة على منافسيه، هو مدى المعلومات المتوفرة لديه، سواء عن المهام التي عليه القيام بها من خلال وظيفته خاصة، وكذلك معلوماته عن المنشأة أو الجهة التي سيعمل لحسابها، فإن معرفتك السابقة بهذه المعلومات يكفل لك النجاح في المقابلات الشخصية ،إذ أن ذلك يعبر عن مدى اهتمامك بالوظيفة ورغبتك في العمل لصالح تلك الجهة، بجانب إنه يعني إنك لن تحتاج لفترات طويلة للتدريب والتعرف على مجريات الأمور، وبالتأكيد هذا كله من شأنه أن يرجح كفتك ويضمن لك التفوق على المنافسين، وفي زمننا هذا لم يعد الحصول على المعلومات أمراً صعباً، فقط يمكن تحقيق ذلك من خلال القراءة عن التخصص الوظيفي، ونشاط المنشأة وتاريخها يمكن معرفته من خلال موقعها الخاص على الإنترنت أو صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
الثقة بالنفس :
يعتبر علماء النفس قلة أو انعدام الثقة بالنفس بمثابة انتحار معنوي، فهي فقط لا تقود الإنسان إلى الفشل في المقابلات الشخصية ،بل إنها قد تتسبب في فشله في الحياة بشكل عام، وقد يكون الشخص لائق تماماً بالنسبة للوظيفة المتقدم إليها، ويمتلك من الخبرات العملية والمهارات الشخصية ما يؤهله لشغلها، ولكن الارتباك والقلق الناتجان عن انعدام ثقته بنفسه يمنعانه من إظهار هذه المميزات، وبالتالي يترك لدى المسؤول انطباع خاطئ عن نفسه، الأمر الذي يترتب عليه التغاضي عنه وتعيين شخص آخر، قد يكون أقل منه خبرة ومهارة، ولكن ثقته في نفسه مكنته من إظهار مهاراته وخبراته بشكل أفضل حتى وإن كانت محدودة، ولهذا يوصي الخبراء بضرورة التحلي بالثقة بالنفس، واليقين من أن الجهة المُعلنة عن الوظائف ما كانت لتطلب منه الحضور إلى المقابلة لولا إن الـC.V الخاص به أقنعهم، وأهله ليكون مرشحاً لتولي مهام الوظيفة بالفعل.