يعتبر الجبن الأزرق أو الريكفورد واحد من أشهى أنواع الأجبان وأغناها بالفوائد الصحية، لكن رغم ذلك يعزف كثير من الناس عنه ظناً منهم أنه يحمل بين طياته أمراضاً كثيرة! ربما يرجع هذا المفهوم الخاطئ للطريقة الفريدة التي يُصنع بها هذا النوع من الجبن، في العادة يبذل مصنعي الجبن كل ما في وسعهم للحفاظ عليه بعيداً عن أي عفن أو بكتيريا، لكن عند صناعة جبن الريكفورد يتم إضافة نوع من الفطريات لتسبب له العفن عن عمد! ما لا يدركه اغلب الناس أن هذا العفن الذي يتعمد صنعه يحمل فوائد لا تُحصى للجسم! في هذا المقال سنتناول طريقة صناعة الجبن الأزرق وفوائده.
لماذا يسمى الجبن الأزرق بهذا الاسم وكيف يُصنع وما فوائده؟
كيف يُصنع جبن الريكفورد
على عكس باقي أنواع الأجبان التي تُصنع من ألبان الأبقار أو الجاموس عادة، يُصنع الجبن الأزرق من لبن الماعز، ويتم إضافة نوع من الفطريات المفيدة إليه، عادة ما يتم إضافة فطر البنسليوم أو أحد الفطريات التي تنتمي لنفس العائلة، يُضاف هذا الفطر إلى اللبن إما بعد تخثره ثم تُشكل قوالب الجبن ويُترك فترة ليتكاثر مكوناً الخطوط الزرقاء المميزة له، وفي بعض الأنواع الأخرى يتم إضافته بعد أن يتم تشكيل القوالب.
تاريخ اكتشاف الجبن الأزرق
يُقال أن جبن الريكفورد تم اكتشافه بالصدفة من قبل بعض صانعي الجبن عندما قاموا بتخزين القوالب التي انتهوا من صناعتها في أحد الكهوف التي تقع جنوب فرنسا، كان هذا الكهف أحد الأماكن الطبيعية التي ينمو بها فطر البنسليوم، بالتالي اتخذ قوالب الجبن مكاناً للتكاثر ونمى في كافة أجزاءها مانحاً إيها تلك الخطوط الزرقاء التي أضفت عليها طابعاً خاصاً، في البداية كان جبن الريكفورد يُصنع عن طريق وضع بعض أرغفة الخبز في الكهوف التي ينمو بها فطر البنسليوم كي يتكاثر عليه، ثم تُخفف هذه الأرغفة وتُطحن لتُضاف إلى الجبن أثناء صناعته، لكن حالياً دخلت العديد من التقنيات الحديثة لهذه الصناعة وبات الجبن الأزرق يُصنع في العديد من المدن حول العالم، كل نوع له نكهته ولونه الخاص الذي يكتسبه من الفطر المُضاف.
سر تسميته بالجبن الأزرق أو الريكفورد
كما ذكرنا الجبن الأزرق يُصنع في العديد من الأماكن حول العالم، حالياً يتم تسمية كل نوع وفقاً للمدينة التي يُصنع فيها، أما كلمة ريكفورد فقد اكتسبها أول نوع تم صُنعه من هذه الأجبان بمدينة ريكفورد الفرنسية والتي مازالت تصنع جبن الريكفورد حتى اليوم، كما اعتاد الكثيرون إطلاق مسمى “الجبن الأزرق” عليه لشكله المميز، فإذا نظرت إلى قالب الجبن تجد أن الفطر زينه بخطوط زرقاء تميل إلى الأخضر أو البني في بعض الأحيان فيبدو وكأنه لوحة فنية خُططت ببراعة شديدة.
فوائد الجبن الأزرق
-
يساعد على خسارة الوزن
يتميز لبن الماعز بقلة سعراته الحرارية مقارنة بباقي أنواع الألبان، بالتالي يحتوي الجبن الأزرق على كميات قليلة جداً من السعرات الحرارية والدهون ونسب عالية من البروتينات التي تقلل من الشعور بالجوع لفترات طويلة، ما يجعله غذاء مثالي لمن يريد تخفيف وزنه.
-
يقوي العظام
يحتوي جبن الريكفورد على كميات عالية جداً من الكالسيوم بالإضافة لفيتامين أ، بالتالي يُساعد في تقوية العظام وزيادة صلابتها فيقي من مخاطر الإصابة بالهشاشة مع تقدم السن.
-
يساعد في بناء عضلات الجسم
يتناول أغلب الرياضيين مكملات غذائية تحتوي على نسب عالية جداً من البروتين بغرض بناء وتقوية عضلات أجسامهم، لكن ماذا لو علمت أن جبن الريكفورد يُمكن أن يُغنيك عن تناول هذه المكملات! فهو يحتوي على نسب عالية جداً من البروتين الحيواني بالتالي يمد الجسم بما يحتاجه لتقوية وبناء العضلات بشكل سليم.
-
تقي من الإصابة بأمراض القلب
وذلك لأنها تقلل من نسب الكوليسترول في الدم بالتالي تُقلل من فرص الإصابة بأمراض القلب والشرايين، فإذا نظرنا لفرنسا، البلد الأم لجبن الريكفورد، نجد أن الشعب الفرنسي أقل الشعوب إصابة بأمراض القلب لأنه يستهلك كميات عالية جداً من الجبن الأزرق.
-
تقي من الالتهابات
فطر البنسليوم هو مصدر المضاد الحيوي المعروف بالبنسلين، بالتالي يُساهم تناول الجبن الأزرق بانتظام في الوقاية من التهابات المعدة والقولون والمفاصل وغيرها من الالتهابات التي قد تُسبب أضرار جسيمة بالجسم، لذلك يُمكن القول بأن جبن الريكفورد مفتاح لحياة صحية سليمة خالية من أغلب الأمراض.
-
تمنع تكون السيلوليت
السيلوليت عبارة عن دهون متراكمة أسفل الجلد تُعطي مظهراً غير محبب نهائياً خاصة لدى السيدات، وبما أن جبن الريكفورد يحتوي على نسب قليلة من الدهون بالإضافة لأنه غني جداً بالكالسيوم فإنه يعمل على حرق لدهون ومنع تراكمها في الجسم، بالتالي يمنع تكون السيلوليت.
