القمر هو أحد الأجرام لسماوية التابعة للأرض لكنه بالنسبة لسكانها ليس مجرد مجموعة من الصخور البراكين فقط، فهو رمز للهدوء والرومانسية كما يؤثر في نفسيتهم كثيراً كتأثيره على الأرض تماماً، حظي القمر باهتمام خاص على مر العصور كونه أكبر جسم يلمع في السماء بعد الشمس فتم وضع تقويم خاص به يسمى التقويم القمري أو الهجري عند المسلمين، لكن كيف نشأ القمر؟ وكيف اكتسب لونه الفضي ومما يتكون؟
لماذا يبدو القمر فضي اللون وما اثره على الأرض ؟!
كيف نشأ القمر؟
- ظهرت العديد من النظريات حول نشأت القمر فمنها من يقول أنه انفصل عن الأرض منذ ملايين السنوات بسبب سرعة دوران الأرض الشديدة حول نفسها آنذاك، لكن هذه النظرية لا تستطيع تفسير العديد من الأشياء حول طبيعة القمر كسبب استنزاف الحديد به رغم تواجده في نواة الأرض!
- هناك نظرية أخرى أقرب للواقع تفرض اصطدام جسم عملاق في حجم كوكب المريخ بالأرض حيث كانت هذه الصدامات شائعة في بداية الكون، فتكون القمر من الأجزاء التي انفصلت عن الأرض وعن هذا الجسم المصطدم بها مكونة القمر قبل أربعة ونصف مليار سنة، الأمر الذي يفسر العديد من الأشياء كصغر نواة القمر وتكون طبقة الصهارة الأرضية والقمرية.
التركيب الداخلي للقمر
- يمثل حجم القمر حوالي 1على 81 من حجم الأرض كما يقارب قطره ربع قطرها لذلك يعتبر أكبر قمر في النظام الشمسي تناسباً مع الجسم التابع له وهو الأرض، كما يعد الخامس من حيث ترتيب أقمار المجموعة الشمسية حجماً.
- يتكون القمر من ثلاثة أجزاء رئيسية هي النواة بجزأيها الداخلي والخارجي وطول قطرها حوالي 350 كيلومتر وبذلك تشكل حوالي 20% من حجمه على عكس باقي الأجرام السماوية التي تمثل نواتها حوالي 50% من حجمها، وتتكون من مجموعة من المعادن كالحديد والنيكل وغيرها.
- ثم الدثار ثم القشرة الخارجية وقد تكونا من تجمد جزء كبير من الصهارة القمرية كما تشير عينات الصخور المأخوذة من القمر، ويتمثل حجم القشرة القمرية حوالي 50 كم.
العلاقة التي تربط القمر بالأرض
يؤثر القمر على الأرض من عدة نواحي كما يتأثر بها أيضاً بشدة، فالعلاقة التي تربطهما سوياً مختلفة عن باقي أقمار المجموعة الشمسية كما يلي.
-
مداره ودورته حول الأرض
يدور القمر حول الأرض دورة كاملة كل 27.3 يوماً بينما تكمل الأرض دورتها حول الشمس كل 29.3 أي أن هناك يوماً يكاد لا يُرى فيه القمر بالعين المجردة وتستلزم رؤيته وجود تليسكوبات مخصصة، وهو أمر مخالف تماماً لطبيعة أقمار الكواكب الأخرى، كما تبعد نقطة دورانه عن الأرض حوالي 1700 كيلو متر فقط وهو ما يعادل ربع قطر الأرض.
-
حجمه بالنسبة للأرض
حجم القمر يعتبر كبير نسبياً إذا ما قارنه بباقي الأقمار الأخرى وحجمها بالنسبة لكواكبها، فالقمر يعتبر الأكبر من حيث حجمه مقارنة بحجم الأرض حيث تعتبر الأرض أكبر منه بـ 81 مرة فقط كما يبلغ قطره حوالي ربع قطر الأرض.
-
رؤيته من الأرض
القمر جسم معتم تماماً حتى أن سواده قريب من لون الفحم ورغم ذلك فهو يعد ثاني جسم مضيئ في سماء الكرة الأرضية بعد الشمس، يرجع ذلك إلى أن تربة القمر لها بعض الخصائص العاكسة فلا تمتص ضوء الشمس الواقع عليها بل تعكسه مرة أخرى بنسبة متساوية سواء في مركزه أو عند أطرافه مم يمنحه اللون الفضي المميز، كذلك يكون القمر أقرب للأرض عند مروره بخط الاستواء فيبدو للناظر بحجم أكبر فيما يسمى بظاهرة الوهم القمري، أيضاً تختلف أطوار القمر باختلاف مدة دورانه حول الأرض فيظهر كهلال صغير ينمو حتى يكون بدراً مكتملاً في منتصف المدة ثم يعود ليختفي بالتدريج حتى يختفي في نهاية الشهر فيما يعرف بالمحاق، الجدير بالذكر أيضاً أن دورة القمر حول نفسه مساوية لدورته حول الأرض لذلك فهو لا يظهر للأرض سوى بجابن واحد فقط.
-
الكسوف والخسوف
يحدث كلاً من الكسوف والخسوف عندما ينتظم الشمس والقمر والأرض على خط واحد مع اختلاف الترتيب.
يحدث الكسوف في النهار عندما يأتي القمر بين الشمس والأرض ويكون القمر على مسافة قريبة نسبياً من الأرض، الكسوف أنواع فهناك الكسوف الجزئي حيث يغطي القمر جزء فقط من الشمس بينما يظل جزء أخر واضحاً، في هذه الحالة تأخذ الشمس شكلاً هلالياً وتقل أشعتها الواصلة للشمس حتى ينتهي وقت الكسوف.
أما الكسوف الكلي فيحدث عندما يحجب القمر قرص الشمس بالكامل فيعم الظلام على مناطق معينة في الكرة الأرضية، أما الكسوف الحلقي فيحدث عندما ينتصف القمر قرص الشمس فيحجب الجزء الداخلي من الشمس بينما تظل الأطراف واضحة ومضيئة فيما يسمى بالكسوف الحلقي.
ظاهرة الخسوف تحدث عندما تكون الأرض في المنتصف بين القمر والشمس فتمنع ضوء الشمس من الوصول للقمر إما بشكل كامل فيكون الخسوف كليا، أو تحجب جزئاً منه فقط بينما تصل بعض أشعة الشمس له فيكون الخسوف جزئياً.
-
ظاهرة المد والجزر
تحدث هذه الظاهرة في الأساس نتيجة جاذبية القمر وتأثيرها على مياه البحار والمحيطات كما تأثر عليها أيضاً طرد الأرض المركزية بسبب دورانها حول نفسها، فيحدث المد والجزر يومياً بالتبادل كل 12 ساعة تحديداً، يحدث هذا عندما تكون أجزاء الأرض مواجهة للقمر أثناء دورتها اليومية فتكون جاذبية القمر شديدة على هذه الأجزاء مما يؤدي لحدوث المد، ثم يبدأ الجزر في الحدوث عندما تبتعد هذه الأجزاء عن مواجهة القمر.
تكون جاذبية القمر على أشدها أثناء طور البدر والمحاق بسبب وجود الشمس والقمر في جهة واحدة من الأرض فتكون قوة جذبهما معاً قوية جداً فترتفع نسبة المياه في الشواطئ والمحيطات، بينما تكون جاذبيته ضعيفة جداً في طور الهلال سواء في بداية أو نهاية الشهر نتيجة لوجود القمر والشمس على جهتين مختلفتين من الأرض فتضعف جاذبية كل منهما الأخر.