يعتقد الجميع أن الحب من أجمل الأحاسيس التي يمكن أن يشعر بها الشخص، خاصة إذا وجد شريك حياته الذي تتوافر فيه جميع الصفات التي يحبها، ويبدءون في رسم الحياة الوردية المليئة بالسعادة والفرح، ويخططون للمستقبل بكل تفاؤل ويقين أنهم قادرين على تحقيق أحلامهم، ولكن في معظم الأحيان بعد مرور فترة من الوقت يشعر الشخص أنه كان يعيش حلم جميل، وأستيقظ منه على واقع أليم، ومجتمع رافض للحب والسعادة، وظروف صعبة تعوق تحقيق الأحلام، فيدركون تماما أن الحب يؤلم أكبر ما يفرح، فنحن أصبحنا نعيش في مجتمع انغمست فيه كل القيم الجميلة من الحب والصبر والعطاء ومساعدة الآخرين، وضغط عليه كل القيم السلبية من الشر والكراهية والأنانية واللعب بمشاعر الآخرين.
لماذا يؤلم الحب؟
السؤال الذي حير الكثير ومازال الجميع يبحثون عن إجابة له، وهناك من أدرك أن الحب فعلا يسبب الألم، وهناك من يعتقد أن الحب يدخل السعادة والسرور للقلب، ويجعل الناس مقبلين على الحياة، ولكن بمرور الأيام وكثرة التجارب تيقن الجميع أن الحب يسبب الكثير من الآلام فعلاٌ، وأن الأحلام الوردية التي نسعى لتحقيقها يقتلها الحب، الأمر الذي يجعلنا نشعر بالألم والحزن، ونفقد الأمل في المستقبل، ونشعر أننا لا نستطيع أن نعيش بعد أن فقدنا من نحب، تلك المشاعر السلبية التي تسيطر علينا وتجعلنا غير قادرين على التعامل مع البشرة مرة أخرى، وتجعل من الصعب بدء حياة جديدة.
الحب من أنبل وأجمل المشاعر التي نبحث دائما عنها، كما أن جميع الأديان السماوية دعت للحب والمودة، فالحب يجعل الحياة سعيدة ومليئة بالراحة، ولكننا في الوقت الحالي أصبح الحب من الصفات التي يعمل الجميع على تجنبها، فأصبحنا نتلاشى الحديث مع بعض الأشخاص حتى لا نقع في حبهم، ونعاني من الألم والحزن الذي شعرنا به في المرات السابقة.
السبب الذي جعل الحب يؤلم القلب ويجلب الحزن
من الضروري أن نعرف السبب الذي جعل الحب يؤلم القلب ويجلب الحزن، بعد أن كان الحب سر السعادة التي نعيشها، ففي بعض الأوقات قد يكون العيب في الشخص الذي وثقنا به، فبعض الأشخاص الآن يتظاهرون بالحب، من أجل تحقيق مصالح شخصية، والوصول لهدف معين من الصعب تحقيقه، فيلجأ لخداع إحدى الفتيات التي يمكنها مساعدته في الوصول لهدفه دون أن يبذل جهد كبير، فبعض الرجال يستغلون الحب من أجل الحصول على المال أو الوصول لوظيفة معينة، وبعد أن يصل إلى هدفه يتخلى عنه الفتاة ويظهر وجهه القبيح، الأمر الذي يجعل الفتاة تشعر بالألم والحزن والإحباط، وتؤمن بأن الحب يسبب الألم وليس سر السعادة كما كانت تعتقد، نفس الحال بالنسبة للفتيات، فهناك بعض الفتيات يستغلون الحب حتى يقع الرجل في غرامهن، إما من باب التسلية أو من أجل الوصول لغرض معين، وفي كل الأحوال بعد أن يصل الرجل إلى هدفه من المرأة، وتصل المرأة إلى هدفها من الرجل، يتخلى كل منهم عن الحب ويظهر الوجه الحقيقي لهم، فهم استغلوا الحب بشكل خاطئ وكانت النتيجة في النهاية أن الحب تسبب في ألم لهم.
وفي بعض الأحيان، قد يكون الحب صادق وحقيقي، وأن الرجل والمرأة يحبان بعضهما فعلا، ولكن قد تقف الظروف حائل يعوق استمرار هذا الحب، الأمر الذي يجعلهما يشعران أن الحب قد سبب لهما الألم والضيق، تلك الظروف السيئة من نقص الأموال أو عدم رغبة الأهل في إتمام الزواج أو وجود فرق كبير في المستوى الاجتماعي، أو طلبات الأهل التي يصعب على الرجل تحقيقها، الأمر الذي يجعل من الصعب أن يتحقق حلم الرجل والمرأة في الزواج وبناء أسرة سعيدة، وتنتهي قصة حبهما بالفشل والخيبة.