البابايا أو فاكهة الملائكة كما أسماها المستكشف الأمريكي كريستوفر كولومبس هي أحد الفواكه التي تعود لأصل أمريكي، فقد تم اكتشافها لأول مرة بعد اكتشاف الأمريكتين، لكن نظراً لفوائدها العظيمة، وقيمتها الغذائية المرتفعة انتشرت زراعتها في العديد من دول العالم الحالي خاصة في المناطق الاستوائية، مؤخراً ظهرت العديد من الأبحاث التي تُشير لفائدة البابايا في علاج الكثير من الأمراض خاصة مرض السرطان، كما أنها تحمل فوائد عديدة للبشرة والشعر بالإضافة لباقي أجزاء الجسم، في هذا المقال سنتعرف أكثر على هذه الفاكهة وفوائدها العظيمة للإنسان.
لماذا تحظى فاكهة البابايا باهتمام العلماء وما فوائدها؟
شكل ثمرة البابايا
تتميز ثمرة البابايا بشكلها البيضاوي الضخم، فقد يصل طول الثمرة الواحدة نحو 40 سنتيمتر، قشرتها الخارجية صلبة وسميكة قليلاً لونها الأساسي أخضر، لكن قد تتخللها بعد الخطوط البرتقالية في بعض الأحيان وتتحول للون البرتقالي بالكامل عند نضجها، لبها الداخلي له لون أصفر يميل للبرتقالي قليلاً، كما يحتوي في المنتصف على بعض البذور السوداء، ما يُعطي الثمرة شكلاً خلاباً عند شقها بشكل طولي، حيث تبدو كمشعل يدوي أُضرمت النيران به، طعمها لا يختلف عن شكلها، فهي مزيج بين طعم المانجو اللاذع وطعم الشمام الحلو، ما يمد من يتناولها بلذة لا تُضاهى، فقد ذُكر أن كريستوفر كولومبس أصابته دهشة شديدة من فرط اللذة التي شعر بها عند تناولها فأطلق عليها “فاكهة الجنة” ونصح البحارة بتناولها وحملها معهم لزراعتها في مواطنهم.
زراعة شجرة البابايا
تنمو شجرة البابايا حالياً في العديد من البلدان الأسيوية مثل الفلبين الهند وأجزاء من قارة أفريقيا ومناطق بشبة الجزيرة العربية، لكن تبقى الأمريكتين وجزر الكاريبي هما المصدر الرئيسي لهذه الفاكهة، تتميز شجرة البابايا بخضرتها الدائمة وقدرتها على الإثمار طوال العام، لكنها تُنتج ثماراً أكثر في الصيف مقارنة بالشتاء، كما أنها ليست من الأشجار المعمرة، تختلف حجم الثمرة التي تُنتجها الشجرة باختلاف مكان زراعتها، فالسلالات التي تنمو في هاواي وأمريكا اللاتينية تتميز بكبر حجمها أكثر من تلك التي تنمو خارج هذه المناطق.
ثمرة البابايا ومرض السرطان
مؤخراً خرجت العديد من الأبحاث بنتائج مبهرة تتفتح أبواب أمل جديدة في مكافحة مرض السرطان، فقد وُجد أن البابايا تحتوي على مادة تُسمى TS1، هذه المادة تساعد على تنظيم عمل الجهاز المناعي وتقويته وحثه على مكافحة وقتل الخلايا السرطانية، فعند تعريض مجموعة من الخلايا المسرطنة التي تم استزراعها في المعامل لخلاصة أوراق البابايا وُجد أن الأورام تقلصت بشكل كبير في غضون 24 ساعة فقط، وقد أثبتت البابايا فاعلية كبيرة في مكافحة العديد من السرطانات مثل سرطان الرحم والثدي والبنكرياس والقولون والرئتين.
فوائد أخرى للبابايا
لو أن البابايا كانت تعالج السرطان فقط لكان سبب كافياً جداً لتناولها بشكل يومي، بل وجعلها رمزاً للصحة في كل بلدان العالم، لكن علاج السرطان كان لؤلؤة واحدة من الكنوز والجواهر التي تُخفيها هذه الثمرة، فهي قادرة على منحك الشباب الدائم وحمايتك من الكثير من الأمراض كما يلي:
-
تساعد على تجديد الجلد
وذلك لاحتوائها على العديد من العناصر المضادة للأكسدة مثل فيتامين ج وفيتامين ب وغيرها من المعادن، ما يجعلها مثالية محاربة علامات تقدم السن وحماية البشرة من ظهور التجاعيد والتصبغات، وذلك لأنها تُحارب الشوارد الحرة التي تُعتبر السبب الرئيسي لتكسير طبقة الكولاجين وبالتالي فقدان الجلد مرونته.
-
تحافظ على صحة العينين
وذلك لاحتوائها على نسبة عالية من فيتامين أ الذي يُساهم في حماية القرنية، فنقص هذا الفيتامين في الجسم يُؤدي لجفاف العين بالتالي يتسبب في دمار الشبكية، كما أنه يُساهم في تقوية جهاز المناعة ومنع حدوث الالتهابات، فيحمي الجسم من الإصابة بالعديد من الأمراض المعدية مثل الحصبة وغيرها.
-
تحافظ على صحة الجهاز الهضمي
وذلك لاحتوائها على إنزيم البابين الذي يُعتبر مسهل طبيعي، بالتالي يُساهم في تنظيم عملية هضم الطعام والوقاية من عسر الهضم.
-
تقي من الإصابة بالجلطات
من المعروف أن ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم هي المسبب الرئيسي للإصابة بضيق الشرايين وبالتالي حدوث الجلطات والأزمات القلبية، فاكهة البابايا تُساهم في تقليل نسبة الكوليسترول في الدم وذلك لاحتوائها على نسب عالية من البيتاكاروتين ومضادات الأكسدة التي تمنع تأكسد الكوليسترول والتصاقه بجدران الأوعية والشرايين الدموية بالتالي تمنع تصلبها.
-
تقي من تساقط الشعر
وذلك لغناها الشديد بالمعادن والفيتامينات المختلفة التي تحمي الشعر من التساقط، كما أنها تُساهم في موازنة فروة الرأس وحمايتها من الإفرازات الدهنية الزائدة التي تتسبب في حدوث القشرة، يمكن استخدام مستخلصاتها أيضاً كقناع للشعر الضعيف أو المقصف كي يستعيد حيويته وترطيبه.
-
تساهم في تحسين مستوى ضغط الدم
وذلك لاحتوائها على نسبة منخفضة من الصوديوم الذي يتسبب في تجمع السوائل والأملاح بالجسم، كما أنها غنية بالبوتاسيم الذي يُساهم في خفض ضغط الدم المرتفع.