الشعاب المرجانية واحدة من أجمل وأعجب أنواع الحياة على سطح الأرض، تبدو لمن ينظر إليها كقطعة من الجماد لا روح بها بينما هي من أثرى البقع البحرية بأنواع الحياة المختلفة، تعتبر هذه الشعاب من أقدم عوامل الجذب السياحي على سطح الأرض، كيف لا ومن يقترب منها يكاد يفقد عقله من جمالها وروعتها، لكن أهميتها لا تقتصر فقط على تنشيط الجانب السياحي بل دخلت مؤخراً في العديد من المجالات خاصة الطبية كما أنها عنصر هام جداً من عناصر حفظ التوازن البيئي لكن ترى مما تتكون هذه الشعاب؟ وكيف تنمو؟ وما هي أهميتها؟
لماذا الشعاب المرجانية هامة للحفاظ على التوازن البيئي؟
مما تتكون الشعاب المرجانية
حيوان المرجان هو المكون الرئيسي للشعاب المرجانية، يُصنف على انه حيوان لا فقاري يحيط بجسده طبقة صلبة من كربونات الكالسيوم ويعيش في درجات الحرارة المعتدلة بالقرب من الشواطئ، يتكاثر هذا الحيوان مكوناً الجزر المرجانية التي تمثل مكان ومأوى طبيعي لباقي الكائنات الحية.
شكل حيوان المرجان
يتكون هذا الحيوان من أربعة أجزاء رئيسية كما يلي:
-
القاعدة
وهي الجزء المسئول عن تثبيت الحيوان بقاع البحر حتى يستطيع مقاومة الأمواج والتيارات البحرية.
-
جذع الحيوان
هذا الجزء يحتوي على المعدة وهي عبارة عن تجويف يتم فيه عملية هضم الطعام والتكاثر.
-
التاج
يحيط هذا الجزء بفتحة الفم وهو عبارة عن عدة أذرع وزوائد تعطي الشعاب المرجانية شكلها المميز.
-
فتحة الفم
يستخدم الحيوان هذه الفتحة لعمليات التكاثر والإخراج وتناول الطعام.
كيف يتغذى حيوان المرجان
يحصل حيوان المرجان على غذائه بطريقتين أساسيتين كما يلي:
-
العوالق البحرية
يقوم حيوان المرجان باصطياد هذه الكائنات الدقيقة عن طريق المجسات الموجودة بجسده ثم يضعها في فتحة الفم ليتم هضمها فيحصل على الطاقة التي تلزمه.
-
نظام التكافل
في هذه الطريقة يعتمد الحيوان على نوع من الطحالب البحرية يسمى ” زوزانثللي” تعيش في أنسجته، تقوم هذه الطحالب بعمليات التمثيل الضوئي فتمتص ثاني أكسيد الكربون وتنتج الأكسجين والكربوهيدرات التي يحتاجها المرجان لبناء أنسجته، هذه الطحالب تحتاج لطاقة شمسية لذلك لا يمكن للمرجان أن يعيش في المناطق العميقة، أما عن استفادة الطحالب فإن المرجان يوفر لها ثاني أكسيد الكربون وبيئة آمنة للعيش.
تكاثر حيوان المرجان
تنمو الشعاب المرجانية بشكل بطيء جداً يتراوح بين 1 إلى 20 سم كل عام تبعاً لنوعها وبيئتها لكن نموها لا يتوقف أبداً، فهي تنمو رأسياً أولاً حتى تقترب من سطح البحر ثم تبدأ في النمو أفقياً، يتكاثر الحيوان بطريقتين إما عن طريق التكاثر اللاجنسي أو التكاثر الجنسي، لكن في الغالب يتم التكاثر جنسياً حيث تطلق الأنثى البويضة ويُطلق الذكر الحيوانات المنوية في نفس التوقيت كل عام ليلتقيا فتحدث عملية الإخصاب وتنتج عنها يرقة، تطفو هذه اليرقة حتى تصل لسطح البحر وتظل عدة أيام حسب الفصيلة ثم تعود مرة أخرى لتُكمل نموها في قاع البحر فتلتصق به ثم تبدأ في التكاثر مرة أخرى لكن لا جنسياً لتكون حيوانات مطابقة لها فتنتج مستعمرة مرجانية، الجدير بالذكر أن النسبة الكبرى من المستعمرة تكون عبارة عن حيوانات ميتة بينما تكون طبقتها الخارجية فقط من الكائنات الحية، حيث أنه عند موت حيوان المرجان يبقى هيكله في مكانه فيبدأ حيوان آخر في بناء هيكله الخاص فوقه وهكذا.
أهمية المستعمرات المرجانية
-
مأوى للكائنات البحرية
تساعد الشعاب المرجانية على حفظ التوازن البيئي للكائنات البحرية، حيث توفر مأوى جيد للأسماك الصغيرة وتحميها من هجمات الأسماك المفترسة، كما توفر لها مكان جيد لوضع البيض والتكاثر وذلك لوفرة العوالق والقشريات التي تُعتبر غذاء مثالي للكائنات الصغيرة.
-
المجالات الطبية
حديثاً اتجهت أنظار العلماء للكائنات المرجانية فحاولوا استخدامها في علاج عدة أمراض منها السرطانات والقرح والأوعية والدموية وغيرها، كما أنها تستخدم في توفير عظام صناعية لصلابتها ومساميتها وبالتالي هي مشابه بشكل كبير للنسيج العظمي الطبيعي.
-
حماية الشواطئ
تمثل هذه المستعمرات حواجز مثالية لحماية الشواطئ من التآكل خاصة في أوقات الفيضانات والعواصف فهي تعمل كمصدات تقلل من حدة الأمواج بالتالي تحمي المدن الساحلية، والجدير بالذكر أن أهميتها تتزايد بتزايد ظاهرة الاحتباس الحراري والتي تعتبر السبب الرئيسي في حدوث العواصف والأعاصير العنيفة.
-
مصدر للدخل القومي
نتيجة لتنوع الحياة البحرية في المستعمرات المرجانية فإنها تعتبر أحد أكثر الأماكن جذباً للسياحة البحرية لما تتمتع به من جمال أخاذ وأنواع نادرة من الأسماك لا تعيش إلا بها، لذلك فهي مصدر أساسي من مصادر الجذب السياحي.
الأخطار التي تواجهها الشعاب المرجانية
المستعمرات المرجانية شأنها شأن باقي الكائنات الحية، تواجه تهديداً كبيراً بسبب تصرفات الإنسان غير المسئولة والتي تدمر البيئة بشكل مبالغ فيه وبالتالي تخل بتوازنها، فقد وجد الباحثون أن أكثر من 58% من المستعمرات المرجانية تواجه خطر كبير جداً لعدة أسباب أهمها ما يلي:
-
التوسع في بناء المدن الساحلية
بما أن الشعب المرجانية مصدر للجذب السياحي فلابد إذن من تمهيد المكان للسياح، لكن من يقوم ببناء هذه المدن أنه يقضي على هذه الشعاب، فعمليات جرف القيعان وصب القواعد الإسمنتية لبناء الموانئ وقواعد الأساس تدمر البيئة الطبيعية للشعب المرجانية، كما أن عمليات الصرف الصحي التي تتم في هذه الأماكن تساعد على نمو الطحالب التي تقوم بحجب أشعة الشمس وبالتالي لا تستطيع طحالب زوزانثللي القيام بالتمثيل الضوئي فتموت ويموت معها حيوان المرجان.
-
الصيد الجائر
يؤدي الصيد الجائر لقتل الكثير من الكائنات البحرية وبالتالي يساعد على سيادة بعض الأنواع على حساب أخرى فيخل بنظام الحياة في المستعمرات المرجانية وبالتالي تموت الكائنات الدقيقة ويتضرر المرجان.